اعتبر الباحث المغربي المعطي منجب أن "الملكية بالمغرب لها غريزة البقاء"، مشيرا إلى أن "القصر يستطيع التعايش مع أي أيدلوجيا كيفما كانت حتى يضمن لنفسه الاستمرار في ظل أي رجة سياسية"، وأوضح "أنه غير مستبعد أن يتأقلم القصر مع المطالب الديمقراطية في ظل موازين القوى حتى لا تحدث تطورات عنيفة في المغرب". وضمن مداخلته مساء أمس الخميس 15 ديسمبر، في ندوة نظمتها جمعية الطلبة المهندسين بالمعهد الوطني للبريد والمواصلات، أشار أستاذ التاريخ المعطي منجب "أن صعود العدالة والتنمية إلى الحكومة في ظل الظروف السياسية الحالية شكل صمام أمان بالنسبة للمخزن وللنظام السياسي المغربي معتبرا أن حزب الأصالة والمعاصرة شكل الوعاء السياسي الذي تحتاج إليه الدولة لتتحكم في الأقطاب السياسية و لضمان الاستمرار. وفي إجابته على سؤال وجه إليه من طرف القاعة، ضمن نفس الندوة التي تمحورت حول تاريخ المغرب ومدى قابليته لاستشراف المستقبل السياسي للبلاد، اعتبر منجب أنه على "حركة عشرين فبراير أن توجه سهامها إلى السلطة الحقيقية الخفية وليس إلى العدالة و التنمية مشيرا إلى أنه تمت جهات تستفيد من هذا الصراع و "حتى لا يستفيد المخزن من أي صراع بين حكومة العدالة و التنمية و الحركة" حسب رأيه، و أضاف أن الأقلية المتعلمة والواعية الفاعلية تستطيع أن تؤثر على التاريخ السياسي لأي بلد كما حدث مع النخب المغربية قبيل الاستقلال. واعتبر المعطي منجب البرلمانات السابقة، لا تعد أن تكون إلا صناديق لتسجيل إرادة المخزن، آملا أن تسير الأوضاع المستقبلة نحو إرساء قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة ، ونحو برلمان حقيقي يشرع وحكومة تحكم، أكد أنه " بعد 25 سنة سيعيش المغرب ديمقراطية بصفة شبه مؤكدة كيفما كان شكل النظام المقبل." وفي قراءته السياسية للوضع بالدول المغاربية، اعتبر المعطي منجب أن الانتخابات التونسية تشكل الآن مرجعية دولية نظرا للجو الشفاف والعادل الذي مرت فيه، و أن "ليبيا ستعيش ديمقراطية بسبب وجود البترول ومواد طبيعية مهمة تؤمن جو ديمقراطي" واعتبر أن موريتانيا ليست أسوء من المغرب وتونس، وتوقع أن تعيش الجزائر حراكا ديمقراطيا في السنوات القليلة المقبلة. ---- تعليق الصورة: الباحث المغربي المعطي منجب