رفض البرلمان الهولندي منح تأشيرة الدخول للشيخ محمد المغراوي من أجل المشاركة في ندوة بهولندا. وكانت دعوة الشيخ لزيارة هولندا أثارت جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية وكذا داخل الأوساط الإسلامية."نحن نرفض زيارة المغراوي لهولندا ونطلب من الوزير ألا يمنحه تأشيرة الدخول"، يقول البرلماني أحمد مركوش. "المؤسسات الإسلامية في هولندا لها الحق أن تدعو من تشاء"، يجيب يسن الفرقاني، الناطق باسم مجلس المساجد المغربية. "هل يلزم كل من يأتي هولندا أن يؤمن بأفكار هولندا"، يوضح الشيخ فواز إمام مسجد السنة حيث دعي المغراوي. حرمة الأطفال بمجرد أن انتشر خبر دعوة الشيخ محمد المغراوي للمشاركة في ندوة بهولندا، سارع السياسي الهولندي خيرت فيلدرز إلى التعبير عن رفضه للزيارة وذلك عبر شبكة 'تويتر‘"مطالبا بغلق مسجد السنة إذا سمح للمغراوي بإلقاء محاضرته فيه. كما علق البرلماني الهولندي من أصل مغربي أحمد مركوش عن زيارة مغراوي المرتقبة، وطالب وزارة الخارجية بعدم منح التأشيرة له بسبب آرائه، بحسب ما صرح به لإذاعة هولندا العالمية: "نحن كفريق حزب العمل (في البرلمان الهولندي) نرفض زيارته لهولندا ونطلب من الوزير ألا يمنحه التأشيرة (...) لأننا نرفض مواقفه وكلامه، حيث يدفع بذلك إلى الاعتداء على الأطفال. فقد سمعنا وقرأنا أنه أجاز الزواج ببنات في سن التسع سنوات وهذا ما نرفضه، لأننا نرى فيه فسادا وتشجيعا على الاعتداء على حرمة الأطفال وأمنهم". محاولة تسييس رغم اختلافه مع آراء ومواقف الشيخ المغراوي، إلا أن الإمام الشاب يسن الفرقاني، الناطق الرسمي باسم "مجلس المساجد المغربية في هولندا" يعتقد أن المسلمين في هولندا لهم الحق في استدعاء من يشاؤون وأن القضية تم تسييسها: "المؤسسات الإسلامية هنا في هولندا لها الحق في أن تدعو من تشاء، وتدعو أي إنسان من الخارج لكي يشارك في مؤتمر أو لقاء أو غير ذلك. أما قضية الهجوم السلبي على الإسلام فهذا أمر معتاد هنا في هولندا وخصوصا من اليمين المتطرف. نحن لا نتفق مع المغراوي في فتواه الأخيرة رغم أنه تكلم عنها وقال إنه لم يقل الكثير الذي قد قيل عنها. كما لا نتفق مع المغراوي في منهاجه وفي عمله وأيضا مع (الشيخ) فواز وغيرهم. ولكن هذا لا يعني أننا سنرفضهم البتة ولا يحق لنا ألا نعطيهم الحق في الكلام وفي تنظيم لقاءاتهم. هذا أمر يخالف الديمقراطية ويخالف مبدأ الحرية ويخالف كثيرا من المبادئ التي أسست عليها الحضارة الغربية". مصلحة أوربا "المسلم بين الاستقامة والمغريات" هو موضوع الندوة التي دعي المغراوي للمشاركة فيها من قبل "مؤسسة السنة: مركز شيخ الإسلام ابن تيمية" في لاهاي، وذلك بمناسبة افتتاح مسجد السنة بعد إتمام توسعته. إمام مسجد السنة هو الشيخ فواز جنيد المثير بدوره للجدل في هولندا بسبب آرائه وتصريحاته. واستغرب في اتصال هاتفي بإذاعة هولندا العالمية أسباب "هذا اللغط الإعلامي": "لماذا هذه الضجة على المغراوي؟ هو أحد العلماء وما من عالم في الدنيا إلا وله آراؤه، وإذا دعي فهو لا يدعى لإعطاء ذلك الرأي. أما إذا كانوا يقصدون بهذه الضجة ما أثير عنه في المغرب حول فتوى زواج الصغيرة، أقول إن ما أثير عنه في المغرب كان وراءه سياسيون والقضية سياسية، وهذا قبل الربيع العربي. وبعد الربيع العربي صار الشيخ المغراوي في المغرب من عباد الله المخلصين، ولا أعتقد أنه لا قيادة المغرب ولا سياسيو المغرب يرغبون في إثارة المشاكل مع الشيخ الغراوي، لاسيما بعدما ثبت الآن إعلاميا أن الربيع العربي معظم من يقوده هم العلماء من أمثال الشيخ المغراوي وغيره. وأعتقد أن من صالح أوربا على المدى القصير والطويل أن تتصالح هؤلاء العلماء وأن تكون لها علاقات طيبة معهم إذا أرادت أن تقيم علاقات طيبة مع الشعوب الإسلامية". بحسب مصادر من مسجد السنة، قد تؤثر هذه "الضجة" على منح التأشيرة للشيخ المغراوي، ولو أن عمدة لاهاي يوزياس فان آرتسن من الحزب الليبرالي لم يبد أية معارضة لحضوره، إلا أن وسائل إعلامية نقلت عنه أنه "سيراقب" تحركات المغراوي عن كثب. تنظم الندوة من 23 إلى 27 ديسمبر الجاري ويشارك فيها شيوخ آخرون أمثال خالد شجاع وزين العابدين بلفريج وبدر بن ناصر البدر وأحمد سلام، فضلا عن فواز جنيد ومحمد المغراوي، الذي رفض البرلمان اليوم الثلاثاء منحه التأشيرة. ينشر باتفاق شراكة وتعاون مع إذاعة هولندا العالمية