من الظواهر التي أصبحت تلفت انظار المارة في شوارع وكبريات المدن المغربية، الرسومات المنقوشة على أجساد المراهقين من الجنسين. ومثل أمزجتهم المتقلبة تأتي هذه الرسوم متناقضة لا جامع بينها وتتراوح ما بين السياسة والرياضة والفن، وجوه لشخصيات: رونالدينو، تشي غيفارا، بريتني سبيرز، عمرو دياب، بوب مارلي، وأحيانا وجوه مخيفة من وحي أفلام الرعب، أو الحشرات والحيوانات المفترسة، هذا النوع الجديد من الوشم المعروف في أوساط الشباب ب «التاتواج» وهو يختلف عن الوشم المنتشر في أوساط الشباب في الغرب كونه يزول بسرعة بعد مضي أيام قليلة. وهذا امر لا بأس به لكن المشكلة تكمن في أن من يمارسون رسم هذا النوع من الوشم، ليسوا بمحترفين، وإنما مجرد مجموعة من الشباب يتمتعون بموهبة في فن الرسم، يتجولون في الأحياء الشعبية بأدوات بسيطة، عبارة عن مواد ملونة وقارورات كحول مركز، وقطن طبي، ورسومات على أوراق لاصقة، ويجرون عمليات الوشم غالبا في الشوارع أو تحت ظلال الأشجار. وبطلب من الزبون يضع الرسم المناسب في الذراع أو العنق أو الساق، ولا تستغرق العملية سوى دقائق معدودة يدفع مقابلها مبلغا متواضعا قد لا يزيد عن خمسة دولارات.