يعتبر الانهيار الذي يعاني منه مخرج وبطل "القلب الشجاع" ميل جيبسون، بسبب انهيار حياته الاجتماعية، بعد متابعة وسائل الإعلام لوقائع سوء معاملته لرفيقته العاطفية التي اتهمته بمحاولة قتلها، نموذج على مدى لعنة الشهرة على المشاهير الذين يصبحون ضحايا لها. كما تعتبر المليارديرة ونجمة المجتمع الأمريكية باريس هيلتون والنجمة لينداساي لوهان، نماذج أخرى على النقمة التي تجليها الشهرة لصاحبها بعد الفضائح التي تعرضتا لها إثر تورطهما في قضايا مخدرات وكحول. بدأت لوهان مشوارها مع النجومية وهي دون الثانية عشرة وأصبحت أيقونة المراهقين في الولاياتالمتحدة، ولكنها دخلت السجن مرتين، أما وريثة إمبراطورية هيلتون فقد ذاع صيتها كعارضة أزياء في الأوساط العالمية وهي في سن العشرين، ولكنها دخلت السجن لأول مرة عام 2007. أما هيث ليدجر الذي قام بدور الجوكر الشرير في آخر أجزاء سلسلة أفلام الرجل الوطواط "باتمان فارس الظلام"، فيعد مثالا على النجم الذي عجلت الشهرة بنهايته. وتضم قائمة هؤلاء المشاهير الذين لقوا مصرعهم في ريعان الشباب لأسباب غامضة إما لتناول العقاقير أو المخدرات أسماء لامعة مثل مارلين مونرو وريفر فونيكس ومايكل جاكسون. ومع ذلك يبقى السؤال لماذا يفقد المشاهير سيطرتهم إلى هذه الدرجة؟. تعترف باريس هيلتون أن الشهرة تصيبها بنوبات فزع وشعور بالاختناق ونوبات رهاب، وشعور رهيب بالخوف من الوحدة. تقول خبيرة علم النفس الإسبانية أولجا جافيلان : "كلما زادت الشهرة ازداد معها الشعور بالخوف من الوحدة وانحسار الأضواء، في الظاهر يبدو أن الجميع يحبون الشخص المشهور ويحرصون على التقرب منه، ولكن مع مضي الوقت، تدرك الشخصية الشهيرة أن هذا التقرب لشخصها أو للجو المحيط بها أو لأموالها". وتشير كثير من الدراسات أن المشاهير لا يتمتعون بحياة طبيعية مثل الأشخاص العاديين، فلا يمكنهم مثلا تناول فنجان قهوة في مكان عام بحرية دون أن تلاحقه شهرته، مما يدفع معظم المشاهير لإتباع سلوك عدواني مع الجماهير، التي تفرض نفسها على خصوصياتهم. ويعتبر كل من ميل جيبسون والمطربة بريتني سبيرز نماذج على المسلك العدواني لانعكاسات ضغوط الشهرة التي تتحول إلى لعنة أو نقمة على صاحبها فتدمر حياته الاجتماعية ومشواره الفني، مما يعرض من حولهم أيضا للخطر، وهو ما حدث مع رفيقة جيبسون، وما أدى لحرمان سبيرز من الوصاية على أبنائها، ووضعها في مصحة لتلقي العلاج، في أكثر من مناسبة. يذكر أن عازفة البيانو الروسية أوكسانا جريجوريفا كانت قد جددت اتهاماتها إلى رفيقها السابق، الممثل والمخرج الأمريكي ميل جيبسون، حيث أكدت أنها اعتقدت أنه كان يعتزم قتلها، وأوضحت أنه كان يصاب بنوبات غيرة متكررة، مشيرة إلى أنه كان يتحدث عن الانتحار، كما أشهر السلاح في وجهها. يشار إلى أن ميل جيبسون يواجه تهما بالاعتداء على صديقته السابقة بالضرب، وهو ما نفاه الممثل الذي اتهمها بالسعي للحصول على أمواله وحرمانه من رؤية طفلته الرضيعة. من ناحية أخرى أصدرت محكمة لوس أنجليس حكما مطلع الشهر الجاري بمد فترة الوصاية (المقررة لأجل غير مسمى) لجيمي سبيرز الأب على ابنته المغنية الأمريكية الشهيرة بريتني سبيرز الصادر عام 2008 بعد دخولها للعلاج في مصحة نفسية. وأوضحت المحكمة أن سبيرز لا تزال غير قادرة على الاعتناء بنفسها وبشئونها الخاصة بعد سلسلة من الفضائح والأفعال المشينة التي ارتكبتها عام 2007 اقترنت بإدمانها للمخدرات وإهمال تربية أطفالها وخضعت على إثرها للعلاج النفسي. ويحق للأب وفقا للحكم التحكم في مواعيد زيارة سبيرز، وتحديد أشخاص بعينهم لمقابلتها، وتعيين الحرس الخاص بنفسه وتسلم كافة التقارير الطبية التي تخصها.(إفي)