أرفود/10 أبريل 2013/ و م ع/ تميز الحفل الافتتاحي للدورة الخامسة للملتقى الدولي للمسرح بأرفود، اليوم الاربعاء، بتكريم الفنانة المغربية صفية الزياني اعترفا بعطاءاتها في مجال المسرح والتلفزيون . وأكدت جمعية المشعل للمسرح والسينما، الجهة المنظمة، أن هذا التكريم يأتي تتويجا للمسار الفني الطويل للفنانة المقتدرة صفية الزياني ، التي ولجت المسرح في فترة كان فيها هذا الفن حكرا على الرجال، معتبرين أن عطاءها الفني لأزيد من ثلاثين سنة أضفى البهجة وتميز بالمصداقية والتميز في كثير من الأعمال. يشار الى أن الفنانة صفية الزياني، شاركت في الفيلمين "أبناء الشاطئ الضائعين" و"ذاكرة معتقلة"، اللذان وصلا إلى السينما العالمية، كما شاركت في إنتاج فرنسي لفيلم "ليلة القدر" للطاهر بنجلون، وفي مجموعة من الأعمال الدرامية التلفزية. كما تم بنفس المناسبة تكريم الأستاذ الجامعي المتخصص في المسرح يونس لوليدي من جامعة المولى اسماعيل بمكناس. وفي كلمة له خلال هذا اللقاء، أشار رئيس جمعية المشعل للمسرح والسينما عبد الحق بديار، الى أن "الجمعية حينما اختارت خوض غمار هذه التجربة وقررت تنظيم ملتقيات دولية في المسرح كانت واعية بصعوبة المهمة وعمق التحديات وفي مقدمتها الدعم المادي الذي يشكل الدعامة الحقيقية لإنجاح أي نشاط ثقافي". وأكد في هذا الاطار على أهمية تضافر الجهود بين كافة الشركاء والمتدخلين والتفكير في صيغ وبدائل لتجاوز العقبات والاكراهات من أجل الحفاظ على سيرورة على النوع من التظاهرات الفنية ، مضيفا أن هذه اللقاء السنوي حدد كهدف أساسي له تكريس تقليد فني على مستوى المنطقة، والانفتاح على مختلف التجارب وتشجيع تثبيت هذه الثقافة. وبعد حفل الافتتاح كان الجمهور على موعد مع مسرحية لجمعية المشعل للمسرح والسينما بأرفود بعنوان " أساف ونائلة.. المسخ الجديد " من تأليف وإخراج رضوان بديار. ويستمد هذا العمل المسرحي حياته ومشروعيته من الأسطورة العربية المعروفة ( أساف ونائلة) والتي تحكي قصة رجل وامرأة ارتكبا الفاحشة بالبيت الحرام فمسخهما الله إلى صنمين . وتدور المسرحية، التي بعثت الروح في جسدي "اساف ونائلة" في زمن ليس بزمنهما، وسط أحداث تعاقبية لمسار الإنسان العربي في علاقته بالآخر مؤثرا ومتأثرا، سالبا ومستلبا، وهي محاولة لتحيين الأسطورة القديمة وربطها بأوجه المسخ الجديد الذي يعرفه إنسان الحداثة والعولمة والغواية متأرجحا بينها الإنسان العربي بحثا عن ذاته وكينونته وسط هذا العالم الغريب. ويحضر الخطاب الدلالي بقوة في هذا العرض الذي يناقش قضية وجودية تتعلق بالإنسان ودوره في الحياة في قالب درامي نجح في الاشتغال على الضوء وتوظيف الديكور والسينوغرافيا والملابس والمكياج ليجمع بين جودة المضمون وجمالية الشكل مما جعل المسرحية تستوفي كل شروط العرض الجيد. فالهدف من هذه المسرحية ليس ترجمة ونقل معاناة الإنسان ومغامرته المبهمة المعالم في هذه الحياة عبر الخشبة، بل إنها تبتغي إعطاء فكرة حول وجود الإنسان ومحيطه الثقافي في ظل المتغيرات المتسارعة. وبالإضافة إلى الجهة المنظمة، سيعرف هذا اللقاء مشاركة العديد من الجمعيات، محترفات وفرق مسرحية، تمثل العديد من جهات المملكة علاوة على مشاركة مجموعات مسرحية عربية وأجنبية من الجزائر وتونس وليبيا والعراق واليمن والسودان والاردن واسبانيا. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة أمسيات مسرحية متنوعة و ذات اتجاهات مختلفة تتجسد في العروض المسرحية التي ستدخل غمار المنافس، وورشة مناقشة العروض وسهرات فنية متميزة من خلال إبراز المكونات الفنية التي تزخر بها المنطقة ( فن الملحون والموروث الشعبي الثقافي المحل..). كما يشمل البرنامج تنظيم أنشطة موازية تتضمن سهرة شعرية ومعارض للفن التشكيلي وتوقيعات بعض الكتب لفعاليات مسرحية وأدبية وندوة حول " الأسطورة: بين التوظيف الغربي والعربي في المسرح"، فضلا عن تخصيص عدة جوائز . ونظمت جمعية المشعل عدة تظاهرات ثقافية حققت نجاحا جماهيريا من بينها الملتقى الوطني الأول للمسرح (من 31 مارس إلى 6 أبريل 2008 بأرفود)، فضلا عن تنظيم الدورة الثالثة للمهرجان الجهوي لمسرح الشباب (نهاية يناير 2007) الذي حصلت فيه الجمعية على الجائزة الكبرى عن مسرحيتها "حزام لالة أم الدار". كما حصلت الجمعية على الجائزة الأولى للقاء الوطني الثالث لمسرح الشباب عن مسرحيتها "لعب الصغار" والتي كتبها وأخرجها رضوان بديار