أسدل الستار مساء الأحد الماضي على فعاليات المهرجان الوطني لفنون أحواش بمدينة وارزازات (دورة 2012) الذي شارك فيه، حسب المنظمين زهاء 600 فنان وفنانة موزعين على حوالي 27 فرقة من مختلف مناطق أحواش المغربي. تضمن برنامج الدورة، التي امتدت ما بين 19 و21 أكتوبر الحالي، استعراضا للفرق المشاركة وسهرات فنية شاركت فيها العديد من الفرق الفنية التي نشطت عدة فضاءات عمومية بالمدينة، ومعرضا للفنون التشكيلية، ويوما دراسيا حول موضوع "تراث الواحات تفاعل الطبيعي والثقافي"، ساهم فيه ممثلون عن المجالس المنتخبة لأقاليم ورزازات وزاكورة وفعاليات مدنية محلية... واعتبرت فعاليات مدنية محلية أن دورة هذه السنة التي حملت اسم "مهرجان وطني" جاءت دون مستوى الدورات السابقة التي كانت تحمل اسم "أحواش ورزازات"، إذ اتسمت بالارتباك وسوء التنظيم والإخراج والتقديم، ما أثر على الترويج لهذه التظاهرة وإقبال الجمهور عليها، سيما أن جمهور المدينة تعود على مهرجانات من مستوى أرفع... وعزت فعاليات محلية هذا المستوى المتدني إلى مدير المهرجان الذي احتكر لنفسه، حسبهم، كل المهام، ما جعل بعض شركائه يحجمون عن التورط في الفشل إلى جانبه. وهو ما لمسه المتتبعون منذ جلسة الافتتاح، إذ استنكف المجلس الإقليمي لورزازات والمجلس الإقليمي للسياحة عن إلقاء كلمات بروتوكولية تلقى في مثل هذه المناسبات... افتتحت التظاهرة باستعراض للفرق المشاركة انطلق من ساحة الموحدين، مخترقة الشارع الرئيسي والمنطقة الفندقية ليتعرف جمهور المدينة وزوارها على الفرق المشاركة، قبل أن يلتئم الجمع بساحة قصبة تاوريرت، المعلمة السياحية الشهيرة التي احتضنت الأمسيات الفنية الأساسية التي استقطبت سياحا وشبابا، قدمت لهم لوحات فنية في غاية الروعة، ضاعف من جماليتها فضاء قصبة تاوريرت الساحر، وهي لوحات امتزجت فيها أهازيج جميلة وزي أنيق ورقص باذخ، وزغاريد رائعة ما جعل الحضور يتجاوب وينخرط في رقص وترديد جماعي للأغاني المؤداة. ومعلوم أنه، خلال الأمسيات، قدمت أطباق فنية أصيلة ومتنوعة، أتاحت الفرصة أمام الجمهور للمزاوجة بين متعة الفرجة ومتعة الاكتشاف ومتعة التعرف على أحواش كموروث ثقافي فني مبرزة تعدديته وغناه وأبعاده الحضارية والهوياتية، مفسحة المجال لتثمينه وتطويره وضمان استمراريته وإشعاعه. وشهدت فعاليات المهرجان تنظيم لقاء دراسي حول "تراث الواحات تفاعل الطبيعي والثقافي"، استهدف إرساء معالم خطة طريق جهوية للتعاطي مع تحديات الحفاظ على الموروث الثقافي المادي واللامادي٬ وتأهيله للمساهمة في جهود التنمية الوطنية المستدامة. وخلال اللقاء، تم التأكيد على وجوب أن يحظى التراث الثقافي الواحي بانتباه وجهد مضاعفين، من أجل إلقاء الضوء على خصائصه، ومميزاته ومكوناته، وإبراز عناصر قوته، والوعي بالمخاطر التي تحدق به، والتفكير الجماعي المشترك في كيفية الحفاظ عليه، مع الالتزام بحمايته وتأهيله وإدماجه بشكل فعال في مسارات التنمية. يذكر أن هذه الدورة التي نظمتها وزارة الثقافة، ممثلة في مديريتها الجهوية لجهة سوس ماسة درعة، بشراكة مع المجلس الإقليمي للسياحة لورزازات والمكتب الوطني المغربي للسياحة والمجلس الإقليمي لورزازات والجماعة الحضرية لورزازات، توخى منظموها "التأسيس لمرحلة جديدة من حياة هذه التظاهرة التي انضافت إلى سلسلة المهرجانات الوطنية للفنون الشعبية التي ترعاها الوزارة (كمهرجان عبيدات الرما ومهرجان أحيدوس ومهرجان الأندلسيات والمهرجان الوطني لفن العيطة...)، والتي أصبحت إطارا لشحذ الخبرات المختلفة وحشدها حول المشروع لتوثيق هذا الفن وإنعاشه وإحياء عناصره المهددة بالاندثار والسماح باستمرار أصالته وتلقائيته، والعمل على تطويره وإدماجه في الخزان الكبير للجماليات المغربية".