إن أول ما يثير انتباه الزائر إلى "مدينة" أرفود ،هو الفضاء المُشبع بالغبار إلى النخاع الذي يعيش فيه آلاف المواطنين، الشيء الذي يجعل منه المرتع الأمثل لكل أنواع أمراض الجهاز التنفسي وأمراض العيون وأمراض الحنجرة.. وقد جاء هذا – فضلا عن انحسار الأمطار – كنتيجةً طبيعية لأعمال التهيئة الجارية "بالمدينة" منذ ما يزيد عن السّنة . نعم ، إن تهيئة المجال بما يليق بالمدينة وقيمتها السياحية التاريخية أمر محبوب ومرغوب ،بل كان مطلوبا منذ زمن بعيد،وقد استبشرت الساكنة خيرا بانطلاق أشغال التهيئة ، غير أن هذه الأشغال تحولت إلى هم يومي يؤرق الناس في غُدُوِّهم ورَواحِهم،بدءا من الحفر و المتاريس الترابية المترامية في كل شارع وفي كل درب، ومرورا بالحافلات والمركبات المتوقفة في كل الطرقات ذات اليمين وذات الشمال في جو أقل ما يمكن أن يوصف به هو " الفوضى" ،وانتهاء – وهذا هو الأهم – باحتلال الشوارع والساحات العمومية من قبل الباعة المتجولين من "خضّارة" و"باعة الخُردة" و "مهاجرينا في الخارج الذين تحولوا هم أيضا إلى باعة على الأرصفة" و .. و.. و.. والقائمة طويلة ، إلى درجة أن بلغ بهم الأمر إلى قطع الطريق أمام المارّة ومستعملي الطريق من دراجات وسيارات قطعا تاما، كما هو حاصل بشارع طارق بن زياد والشارع المار أمام "المركز الصحي لأرفود" والشارع المار أمام "مركز الإستقبال"، متذرعين في ذلك بتعثر أشغال السوق المركزي التي جاوزت السنة و النصف . هذا الوضع المتردي الذي آلت إليه "المدينة" إنما هو نتيجة غياب التدبير المعقل و العلمي للأوراش العديدة ،ولولاه لما فتحت في فترة واحدة وبالتزامن، يكفي أن نقول : إن "المدينة" تعرف الآن سبعة أوراش كبرى في نفس الآن وهي " بناء قنطرة كبيرة على وادي زيز- تهيئة قنوات الصرف الصحي – تهئية ساحة الجيش الملكي – تبليط الشوارع الرئيسية وبعض الشوارع الثانوية – ترصيص الأزقة و الشوارع بالإسمنت والزليج – تغيير أعمدة الإنارة العمومية – إعادة بناء السوق المركزي" ؛ يتم كل هذا دون أدنى تنسيق بين المقاولين المسؤولين عن الأوراش، مع العلم أن البلدية لا تتوفر إلا على عدد قليل جدا من التقنيين الذين بإمكانهم القيام بأعمال المراقبة و التتبع في أحسن الظروف. ألم يكن من المستحسن أن يتم تنفيذ المشاريع واحدا تلو الآخر وبالترتيب حسب الأولويات ، وليس في وقت واحد ودفعة واحدة ، الشيء جعل الأوراش كلها عرضة للتأخير ؟؟ لو فعلنا هذا لكنا قد وفرّنا على الناس كل هذه المعاناة وكل هذا الوقت .