لا يخفى على أحد ما يعيشه العالم العربي من حراك شعبي يقتلع الاستبداد والتسلط شيئا فشيئا وينشد الحرية والكرامة والنهضة والتنمية في كل المجالات. ومغربنا كغيره من الدول العربية لا يمكن أن يكون استثناء من هذا الحراك، فعاصفة التغيير قادمة لا محال, وأي محاولة للهروب منها يعد عبثا ومضيعة للوقت وتفويتا لفرص أخذ التدابير لتجنب كثرة الضحايا وخفض حجم الخسائر. والمغاربة بما قاموا به في فاتح يوليوز من تصويت على الدستور الجديد قد وفقوا بفضل الله لفهم ما يجب فعله من أجل ذلك التخفيض, فكان ذلك التصويت الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح والتي من واجب كل مغربي يريد الخير لنفسه ولوطنه أن يتبعها بالخطوات الموالية دون تأخر ولا تماطل. وإن اقتراع 25 نونبر لاختيارأعضاء البرلمان ومن خلاله اختيار الحكومة التي ستقود المغرب في الخمس سنوات المقبلة إن شاء الله, هو فرصتنا جميعا للقيام بالخطوة الثانية، فإن نحن شاركنا في الاقتراع بكثافة وصوتنا جميعا على الحزب المناسب لما تتطلبه المرحلة الحرجة والذي فوزه بالمرتبة الآولى في الانتخابات يجعل المغاربة يغمدون سيف الانتفاضة الشعبية ويرفعون راية التريث والترقب ويقولون "اصبروا نشوفو أش بغاو إديرو هادو"، بتلك المشاركة وذلك التصويت نكون جميعا قد ساهمنا في إنقاذ أنفسنا وأهلينا وشعبنا ووطننا من حمامات الدم ونيران الرصاص التي لا تستطيع أن تفرق بين ثائر غاضب يحمل السلاح، ومتظاهر حامل لشعار التغيير السلمي، ومار في الشارع لا مبال، ومريض عاجز جالس في بيته، ولن ينجو منها لا المصوت ولا غير المصوت. ولن يختلف العقلاء على أن الحزب المناسب الذي يحقق هذا والذي يجب أن نصوت عليه هو الحزب الذي لم تتلطخ يداه بعفونة الفساد من نهب المال العام والمحسوبية والزبونية في تدبير الشأن العام وغيره مما لا يتسع المجال لذكره.
ولا يخفى على أحدنا طبيعة الأشخاص والرموز والأحزاب التي توارثت كراسي ومراكز تسيير دوالب الحكم وتدبير الشأن العام في المغرب منذ الاستقلال إلى يومنا هذا، ومسؤوليتها فيما وصلنا إليه من فساد في كل المجالات وبالتالي مسؤوليتها المباشرة عما هو معرض إليه مغربنا من انفجار سيأكل لا قدر الله ذلك الأخضر واليابس ويدخل الشعب المغربي في مسار مجهول لا أحد يستطيع أن يتخيل تداعياته وتفاصيله.
فهلموا أيها المغاربة لتدارك الموقف بالمشاركة بالتصويت يوم 25 نونبر على الحزب الذي يجعل المغاربة يستطيعون بسببه رفع راية التريث والترقب ويقولون " اصبروا نشوفو أش بغاو إديرو هادو" فينتظر الجميع بترقب ويقظة شديدين ما سيقوم به هذا الحزب من عمل جريء ومقنع يتنفس بسببه الغيورون على الوطن والحريصون على استقراره وازدهاره الصعداء. محمد بن الحاج من أوفوس 21/11/2011