في إطار الاجتهادات التي ابتدعت تحت ضغط مطلب التشغيل على مستوى التجمعات الحضرية وطنيا وجهويا ومحليا ،مخرج توزيع رخص للاستغلال المؤقت للشارع العام ، بواسطة إقامة مخادع هاتفية عمومية او محلات صغيرة (أكشاك) لبيع الصحف .وإذا كانت هاته الاجتهادات التشغيلية التي لا تخلو من ملابسات تضمن تهدئة موقنة لبعض العناصر النشيطة من حشود العطالة ، فإنها قد تتحول إلى أوراق في لعبة ابتزاز،إن هي وقعت في أيدي جشعة أو أنانية وغير ذات مروءة . وقد يكون من ضمنها المثال المعروض في هذا المقال هاته صور للمخدع الهاتفي المذكور، وهو محاذ لبناية مهجورة كانت مشغلة في ما مضى من طرف مصلحة محلية للدرك الملكي . يطل على شارع مولاي علي الشريف احد الشوارع الرئيسية بمدينة قصر السوق (الرشيدية حاليا) ،منحت رخصة استغلاله ذات يوم، لأحد المحسوبين على واحد من المجالس البلدية السابقة ، عندما كان "السادة الأعضاء المنتخبون" لتمثيل السكان ، يتبادلون المنافع ، ويتقاسمون "جلد ووبر" مدينة صنعها الجيش الفرنسي ضدا على سكان مدغرة وأيت ازدك، الذين كان "قصر سوقهم" في أماكن أخرى اختاروها بأنفسهم ، وتستجيب فعلا لحاجاتهم،ويرتبطون بها اقتصاديا ووجدانيا ..... المخدع أقيم عند الترخيص لصاحبه بمواد لينة تتناسب مع كونه مرتبطا بالاحتلال المؤقت للملك العمومي ... وجرت المياه تحت الجسور كما يقول الفرنسيون ، وربح صاحب المخدع ما ربح ، وعوض أن تكون للمجلس البلدي الحالي الشجاعة الكافية لاقتلاعه بمبرر مسه بترتيب الشارع الكبير وجمالية استقامة خط المباني المطلة عليه ،(l'agencement ( ،ها هو صاحبه يتحول بقدرة قادر إلى مالك ، يحفر ويبني بالحديد والاسمنت . وبعد حين سيتم افتتاح البناية في حلتها الجديدة، ويعلم الله ماذا سيباع بها الى جانب خدمات الهاتف العمومي . ودون الوقوف عند ملابسات تجديد الترخيص، ومنح الموافقة على البناء بالمواد الصلبة، ما يمكن أن يتخيله كل ذي فطنة وتوقع ، أنه عندما ستنتهي الأشغال الكبرى الجارية لتأهيل المدينة، ومنها شارع مولاي علي الشريف، سيتبين بوضوح أن هذا الكشك يخدش جمال الشارع ، ويبدو ضربا واضحا للذوق العام . وهنا سينبري صاحبه ، وقد حوله إلى "مسمار جحا" ، ليساوم البلدية التي أهدته له في المنطلق ،ليتقاضى منها الملايين مقابل المغادرة ... هذا السيناريو المحتمل الوقوع قد لا ينحصر في المثال المعروض سابقا، ويجري أيضا على الأكشاك والمخادع الأخرى الممتدة على طول شارع مولاي علي الشريف ، من أمام فندق الريصاني بجانب الجسر، على الضفة اليسرى لواد زيز،الى ملتقى الطرق عند مدخل حي وادي الذهب . أليس هذا درسا في الابتزاز بدون معلم ؟؟؟؟؟