ثم إلتقاط الصورة موضوع التعليق من إحدى الساحات العمومية وسط مدينة برشلونة الإسبانية، وبالضبط من ساحة بحي يدعى «الرامبلا» وسط كاتالونيا، صورة لدراجات هوائية عادية من نفس الحجم واللون .دراجات في ملكية البلدية وضعت رهن إشارة المواطنين لإستعمالها بثمن رمزي .يكفي أن تقتني بطاقة الإنخراط من البلدية بثمن رمزي لتستفيد من خدماتهاغير المكلفة.الغريب في الأمر، أن تلك الدراجات العمومية مايزلن يحتفظن برونقهن رغم مرورعلى استعمالهن من طرف المواطنين أكثر من ثلاث سنوات، ومن يراهن يعتقد أنهن وضعن في تلك الساحة بالأمس القريب.. والفضل في هذا، يعود طبعا إلى مستوى الوعي الذي يتحلى به المواطن الإسباني خاصة والأوروبي عامة والذي يسعى إلى الحفاظ على كل مرافقه العمومية كما يحافظ على نور عينيه..وضع الدرجات الهوائية في الساحات العمومية فيه مآرب وفوائد شتى منها: حل جانب من جوانب مشاكل التنقل داخل المدينة، محاربة التلوث الناتج عن الإستعمال اليومي للسيارات وغيرها من الفوائد الأخرى..وللعلم فإن هذه الساحة التي أُخدت منها الصورة ليست هي الوحيد التي تعرف مثل هذه الظاهرة، فأينما وليت وجهك في الساحات العمومية في تلك المدينة وغيرها من المدن الأخرى إلا وترى تقريبا مثل تلك الدراجات بصف رائع. بعد هذا التعليق المختصر والبسيط، لابد لنا هناأن نعود إلى بلدنا المغرب وهذا هو المهم، فبلدناالمغرب مهما قالوا عنه هوأغلى عندنا من أوروبا بأسرها. فبالنظر إلى المنافع والخدمات التي تقدمها تلك الدراجات لكافة شرائح المجتمع في ذلك البلد وغيره، لانشك اليوم من جهتنا في عدم قدرة بلدياتنا الموقرة من الإقتداء بمثل تلك الظاهرة ،فكل بلدية بإمكانها توفير أضعاف مضاعفة من تلك الدراجات ووضعها رهن إشارة المواطنين في الساحات العمومية.وبإمكان المستثمرين الخواض، كذلك، أن يستثمروا في هذا المجال. لكن ما نشك فيه، بل وما نحن متأكدون منه، هو أن المواطن المغربي ليس بعد في ذلك المستوى من النضج والوعي الذي يؤهله فعلا لكي تضع له البلديات أو المستثمرون الخواض مثل تلك الدراجات و يتعامل معها بآمان وسلام مثلما يتعامل معها المواطن الأروبي المتقدم، والأسباب طبعا معروفة لدى الجميع..فتصور أخي لو وضعت بلدية الرشيدية او الريصاني أو تنغير أو ألنيف على سبيل المثال مثل تلك الدراجات للمواطنين في الساحات العمومية لتيسير عملية التنقل للمواطنين البسطاء، تخيل كل هذا، وتخيل ماذا سيحدث لتلك الدراجات بعد يوم أوأسبوع أو بعد شهر على أكبر تقدير..!؟،تخيل كل هذا ،ولك الآن كامل الحريةأن تتخيل الباقي......... .. محمد حدوي