يشكل المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب ، الذي ستحتضن مكناس دورته الرابعة في الفترة من 22 إلى 27 أبريل، فضاء دوليا ملائما ومتميزا لتحقيق التنمية الفلاحية المستدامة. ويقدم هذا المعرض ، الذي يقام في ساحة صهريج السواني على مساحة 100 ألف متر مربع ، منها 60 ألف متر مربع مخصصة للأروقة ، للآلاف من الزوار الحضريين والقرويين، العديد من المنتوجات المختلفة وآخر ما ابتكر من آلات فلاحية من شأنها تعزيز الإنتاج الفلاحي والحيواني وتطوير القطاعات الرئيسية للاقتصاد الجهوي وخاصة الصناعة الغذائية. ويؤكد المنظمون أن هذه التظاهرة ، التي تنظم بعد نحو سنة من إطلاق "مخطط المغرب الأخضر"، ستشكل مناسبة لخلق فضاء واعد يمكن أن يكون بمثابة إطار لسياسة فلاحية ناجعة تقوم على تشجيع الاستثمارات بالقطاع الفلاحي والتعبئة العقلانية لمؤهلات وعوامل الإنتاج وذلك لمواجهة تحدي النمو الديموغرافي الذي يعرفه المغرب وكذا التحديات التي تفرضها العولمة. وأدى الوعي بهذه التحديات إلى جعل القطاع الفلاحي أحد أهم الأولويات الوطنية. وفي هذا الإطار فقد دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش سنة 2004 ، إلى "نهج سياسة فلاحية جديدة، توطد ما حققه المغرب من تجهيزات ومنجزات، وتعتمد الاستثمار الأمثل لخصوصيات تربة كل جهة، للرفع من الانتاجية في الزراعة، والصناعات الفلاحية الأنسب لمؤهلاتها وثرواتها الطبيعية". ووفقا لهذه الرؤية تم العمل على جعل هذا المعرض، الذي ينظم كل سنة تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فضاء للقاء وتبادل الخبرات بين مختلف الفاعلين في عالم الفلاحة. والواقع أن اختيار جهة مكناس تافيلات لاحتضان هذه التظاهرة الدولية ينطوي على أكثر من دلالة استراتيجية لتنمية الفلاحة بالمغرب لا سيما وأن المعرض سيعطي دينامية جديدة لهذا القطاع. كما أن تنظيم هذا المعرض بجهة مكناس تافيلالت المعروفة ك"خزان للماء بالمغرب" وكأرض غابوية ورعوية وفلاحية بامتياز، سيساهم بشكل كبير في التعريف بالمنتوجات المحلية للمنطقة وترويجها مما يجعل منه ، بالتالي ، أداة فعالة لتحقيق التنمية المستدامة بالجهة. وفي هذا الصدد يرى المنظمون أن تظاهرة من هذا القبيل أضحت ضرورية لتحديث القطاع الفلاحي والرفع من مردوديته وتنويع أسواق ترويج منتجاته علاوة على تعزيز تواجد هذه المنتوجات بالسوق العالمي وإعطاء علامة المغرب قيمة مستقبلية أكيدة. وبالاضافة إلى ما يرومه المعرض من إسهام في رسم التوجهات الجديدة للسياسة الفلاحية بالمغرب، فإنه سيشكل كذلك فضاء للقاء وتبادل الخبرات بين مهنيي القطاع والشركات العارضة ووسيلة لتحقيق قيمة مضافة عبر تصنيع وتأهيل المنتوجات الفلاحية. كما سيشكل المعرض فضاء لإلقاء عروض ومحاضرات ستمكن ، لا محالة ، صغار الفلاحين من الاستفادة من التجارب الوطنية والأجنبية الرائدة في هذا المجال، وكذا مناسبة للاطلاع على الخبرات والتطورات التقنية والتكنولوجية المنجزة في المجال الفلاحي، الذي يواجه منافسة شرسة في عهد العولمة واتفاقيات التبادل الحر. ويكمن الهدف الأساسي من هذه التظاهرة أيضا في جعلها مرآة تعكس بشكل أمين وموضوعي ما يزخر به القطاع الفلاحي الوطني من ثروات هائلة في أفق تمكينه من احتلال مكانة متميزة في خريطة المنافسة.