بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيئين وبعد أود في البداية أن أتقد بالشكر الموصول إلى كل العاملين والساهرين على هذا الموقع المتميز والذي يعرف انتشارا واسعا يوما بعد يوم والشكر الخاص إلى الأخ الجليل عمر حمداوي على هذه الاستضافة الكريمة وأتمنى أن أكون خفيف على زوار الموقع إن شاء الله تعالى. - مرحبا بك الأستاذ مولاي راشيد بوزكراوي وشكرا على تلبية دعوة الموقع، في البداية نريد منك بطاقة تعريفية؟ الأستاذ بوزكراوي مولاي راشيد من مواليد 1976 بقصر تازناقت جماعة مدغرة الرشيدية أستاذ التعليم الابتدائي متزوج وأب لطفل حاصل على الاجازة في الشريعة الإسلامية متعدد الهوايات من كل ما هو يدوي من خط ورسم وتشكيل ومسرح إلى كرة القدم والسباحة والأسفار. فاعل جمعوي وإطار وطني في التنشيط. سبق لي أن سيرت وأسست وانخرطت في مجموعة من الجمعيات وسيرت مجموعة من المخيمات سواء بالقطاع العام والخاص .كما أطرت أو شاركت في تأطير مجموعة من الدورات التكوينية في مجموعة من المجالات. - يرتبط إسم مولاي راشيد بوزكراوي بالتخييم والتنشيط متى كانت بدايتك مع هذا المجال؟ كانت البداية منذ الطفولة من أول مخيم كان ببنصميم بأزرو حيث تأثرت بمجموعة من المؤطرين الذين سهروا على إنجاح هذه المحطة التخييمية والذين بعد عمر قصير شاءت الأقدار أن أعمل بجانبهم في تاطير مجموعة من المخيمات والتكاوين لكن لم يتسنى لي ذلك إلا بعد مجموعة من المحطات بداية بالتدريب التحضيري والتكويني وتاطير مخيمات خاصة في مخيم المدرسة زاوية سيدي حمزة وما تلاها من عمل وجد ومثابرة مرورا بمخيم جمعية تافيلالت إلى مخيم المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي حيث كانت الانطلاقة نحو النجاح.
هل نجاحك في هذا المجال وتفوقك فيه كان مرتبطا بتأثرك بأشخاص؟ بعد الله تعالى وعونه كانت البداية من التدريب التحضيري والتدريب التكويني والذي كان مقابل قدر مالي وهنا سر النجاح حيث أنه لا يقبل على التدريب ويدفع ذاك الثمن إلا من كانت له رغبة في التكوين والاستمرارية وهكذا سهر على تأطيرنا أطر يشهد لها بالكفاءة العالية من الأساتذة: بيبي محمد، الحاج باحو، الهاروني مولاي اسماعيل، ملاك محمد، الشبوب عزيز بالإضافة إلى الأستاذ بن الخياط بنعمر نبيل الذي تاثرت به كثيرا أولا لصغر سنه ولمستواه العال حيث كان يتقن ما هو يدوي من معامل تربوية وتشكيل وكان خطاطا وموسيقيا مما دفعني لتوطيد العلاقة معه منذ 1998 لتستمر بعد ذلك ولازالت صداقة ود ومحبة.
حيث ساعدني كثيرا على تطوير مستواي وتشجيعي على تسلق المراتب والدرجات والتعرف على وجوه أخرى من جميع أنحاء المغرب مما ساعدني على أن يرتبط اسمي بالتخييم والتنشيط فمن هذا المنبر أقدم له شكر خاص متمنيا له طول العمر وأن يحفظه الله في أسرته الصغيرة والكبيرة إنه سميع مجيب. بعد مجموعة من المحطات التخيمية حط الأستاذ بوزكراوي مولاي راشيد الرحال بمخيم المكتب الوطني للمطارات ما السر في هذا الاختيار؟
منذ ولوجي لمجال التخييم كان المسار الذي مررت به رائعا منذ أن كنت مؤطرا حتى أصبحت مديرا لكن مع تغير الوضع وأصبحت المسؤولية كان لزاما علي أن أفرض مجموعة من الشروط تساعدني في إنجاحي مهامي وهذا وجدته في العمل المباشر لافران حينما كان السيد بن الخياط بنعمر نبيل المسؤول الأول على قطاع الشباب والرياضة بإفران حيث وفر لنا كل الوسائل والمحفزات للنجاح ثم بعد ذلك كانت تجربة شركة المخازن المينائية والتي عرفت نجاحا كبيرا لازال حديث اليوم ثم مخيم نادي الرجاء الرياضي بميشليفن مع محمد مديح حتى وصلت إلى مخيم المكتب الوطني للمطارات .حيث وجدت نخبة من الأطر الإدارية والتربوية يرتاح القلب للعمل معها داخل فضاء رائع يضم كل مقومات المخيم النموذجي حيث تغيب فيه التراتبية الإدارية وينخرط الجميع كفرد واحد كل من موقعه من أجل النجاح والتفوق كما أن العمل مع السيد عزيز مذكور كأب للجميع وكممثل للإدارة داريا وجامعا وعارفا بدواليب التخييم ومصطفى تيمورية ببشاشته وصدره الرحب.
دون أن أنسى أخي وصديقي العزيز الدكتور زكري يونس الذي أفتخر بمعرفته حيث شاركنا معا في مختلف المحطات التخييمية والتأطيرية والتنشيطية بالإضافة إلى الأطر الأخرى التي لا يسع المجال للحديث عنها فتحية لهم جميعا .
- أية علاقة بين مولاي راشيد بوزكراوي وفني الخط والتشكيل؟ منذ المستوى الثاني بمدرسة التطبيقية التي لم تعد إلا في التاريخ كانت البداية على يد الأستاذ الجليل سي حمدي وبقي الخط حبيس الاجتهاد الشخصي حتى درست مادة الفنون التشكيلية بثانوية سجلماسة حيث كان الصقل والتميز وهنا تشبعت بمبادئ أساسية في الرسم والتشكيل والخط على يد الأستاذ أميني والأستاذ حبيبي وقد كان الأساتذة فيما بعد يبدون إعجابهم بدفاتري مما كان يشجعني على البحت عن الجودة في الخط والتنظيم والرسوم وهكذا كانت العلاقة بيني وبين الخط والتي تطورت بعد ولوجي إلى مجال التربية والتعليم حيث أخذت على عاتقي إيصال هذه الرسالة .وبعد انتقالي من تازرين إلى الريصاني وانخراطي للعمل مع الإخوان بجمعية الاوراش الاجتماعية المغربية فرع الريصاني سواء مع المندوب مولاي علي قديري أو المندوب مولاي الحسن بوزكراوي اللذان كانا في مستوى المسؤولية مما فرض علي النبش في الخط والتشكيل وذلك من أجل إنجاح مختلف الاوراش التي كانت تنظمها الجمعية وهنا أذكر انخراط مجموعة من الخطاطين مولاي علي قاديري واسماعيلي مصطفى الذي كان في بداياته ومع توالي الاوراش بمختلف المؤسسات التعليمية والأماكن العمومية بالإقليم والاحتكاك بمجموعة من الفنانين الذين أشكرهم من هذا المنبر. هذا كله فرض علي تطوير المكتسبات والنظر بعيدا باحثا عن الجديد. - لا يمكن أن تجالس فنانا تشكيليا أو خطاطا من أبناء الريصاني إلا وتحدث عن مولاي راشيد بوزكراوي ما سر علاقتك بهؤلاء الفنانين وتعلقهم بك؟ إن نشأتي في أسرة عريقة تحب الخير للجميع وتساعد كل من قصدها جعلني أشرب أنا وإخوتي من عسل هذه الأسرة الطيبة المعطاء، وهكذا منذ تقلدي مهام تسيير جمعية الاوراش الاجتماعية المغربية فرع الريصاني المعروفة ب CSM توطدت العلاقة مع مجموعة من الأصدقاء سواء بالمكتب المسير أو الغيورين على الجمعية ومع انتقال اسماعيلي مصطفى للديار الفرنسية وما تلاها من فراغ على الساحة المحلية مما جعل الجميع يقصدونني لكتابة اللافتات واللوحات الاشهارية والتي كثيرا ما لا يمكن لي كتابتها لضيق الوقت. وهنا قصدت السيد مدير ثانوية الحسن الثاني بالريصاني أوبزة ابراهيم لتنظيم يوم تكويني لفائدة مجموعة من التلاميذ وبالفعل كان يوما تكوينيا بجميع المقاييس أبان فيه جميع المشاركين على مهاراتهم وقدراتهم وكان من بينهم الخطاط احماد أوداني ومصطفى جابري وصابر عبد الإله وآخرون فأخذت على عاتقي مساعدتهم وتاطيرهم لما وجدت فيهم من تواضع ورغبة وإقبال على التعلم وإتباع النصائح وفيهم قليل من سار على الدرب وصل. كما أن معرفتي بصديقي ERNST ROHRER منذ 1998 وكذلك بن الخياط بنعمر نبيل اللذان كانا يساعداني في جميع المحطات الخيرية التي كنت أقبل عليها .كما أن العمل الجمعوي الجاد مكنني من التعرف على مجموعة من الجمعيات مثل LES ENFANT DU DISERE في شخص رئيستها Laetitia CHEVALLIER وجمعية الأجيال المتضامنة في شخص رئيسها سعيدي مبارك كان له دعم كبير لي في جميع مشاريعي. وهنا كان السر في علاقتي بهؤلاء الفنانين حيث كنت أستاذهم إطارهم وعونا لهم وأعينهم بمجموعة من الأدوات والوسائل ومشجعا ومحفزا لهم ماديا ومعنويا.
- كيف يمكن جمع شمل الخطاطين والتشكيليين بالإقليم في إطار جمعوي علما أن ثمة خلافات كثيرة بينهم؟ لقد ساهمت مرات عديدة في جمع شمل هؤلاء الفنانين والخطاطين- الذين أفتخر بمعرفتهم والذين أكن لهم احتراما خاصا- داخل جمعيات آخرها جمعية الفنانين المبدعين العصاميين بالريصاني. لكن ما استنتجته أنا أغلب هذه الجمعيات مهما طال عمرها فمصيرها الموت والتشتت وذلك لأن أغلب الفنانين تخونه الأنا وتجره إلى خلق مشاكل تعصف بالجمعية مع أن جل هذه الجمعيات يغيب فيها العنصر القيادي الذي يمكنه أن يسير جماعة الفنانين ويخلق داخلها جو العمل والتعاون والإيثار دون غيض أو صراع ودون أن يميز بين منخرطيها بكل شفافية وديموقراطية. كما يمكن في نظري توكيل مهام تسيير مثل هذه الجمعيات لعنصر له باع في التسيير والقيادة مما سيساهم في جمع شمل هؤلاء الفنانين والخطاطين في المستقبل إن شاء الله.
- اشتغلت في إطار جمعية الأوراش الاجتماعية المغربية فرع الريصاني لمدة ليست يسيرة ماذا قدمت هذه الجمعية للريصاني خاصة إذا علمنا أن المدينة تزخر بطاقات واعدة في شتى المجالات؟ إن لجمعية الاوراش الاجتماعية المغربية فرع الريصاني 12 سنة من الوجود والحضور القوي في جميع المجالات الثقافية والتربوية والرياضية والاجتماعية والتنموية بصفة عامة فالحديث عن هذه المدة الزمنية لا يمكن حصره في بضعة أسطر بل ما يمكن قوله أن مدينة الريصاني العريقة الطيبة شاهدة على ما قدمته جمعية الاوراش الاجتماعية المغربية CSM من خدمات لها أولا ولساكنتها بجميع شرائحها ثانيا، فهي جمعية الجميع وهي نموذج لجمعية احتضنت الفنانين والخطاطين والذين تعاونوا وتحابوا وعملوا في فريق واحد في مجموعة من المحطات، كما أنها جمعية المثقفين والمتميزين وجمعية العادي والمتواضع وجمعية الطفل والشاب والمرأة فالكل يعرف الجمعية وجمعية كل الجمعيات فمنذ أن تسلمت مشعل المسؤولية من المكتب السابق الذي أشكره كثيرا على المستوى الذي وصلت إليه كان لزاما علي أن أسير بها إلى أعلى المراتب من سابق عهدها حيث تم تسطير برامج وأنشطة مازال الصغير والكبير يتحدث عليها ولعل التكريم الذي حظيت به بدار الشباب من طرف أعضاء المكتب وبحضور مهم لمجموعة من فعاليات المجتمع المدني والشهادات التي أدلو بها خير اعتراف للعمل الذي قدمته للجمعية ومن خلالها لمدينة الريصاني.
- ما السبب الذي دفعك لتنظيم المهرجان الإقليمي الثاني للشباب بالريصاني؟ إن تبادل الثقافي وتلاقح الأفكار ومخالطة الغير وتبادل التجارب كانت أحد المقومات والدوافع التي جعلتني أدفع بالمهرجان الإقليمي الثاني للشباب بالريصاني وكذلك لتقييم المستوي الذي وصلت إليه الجمعية تحت إدارتي بعد سنة من العمل حيث كانت مشاركة جمعيات من بودنيب والرشيدية وأرفود وزاكورة والريش ورغم الإمكانيات البسيطة فقد عرفت مدينة الريصاني ثلاثة أيام من الاحتفالية حيث تم تسطير برنامج ضم الجانب الثقافي والفني بشقيه المسرحي والموسيقي والتشكيلي بالإضافة إلى الجانب الرياضي كما عرف المهرجان خرجات وزيارات لمختلف المواقع الأثرية بالمنطقة. كيف تقيم تجربة رياضة ثقافة للجميع؟ كلما تذكرت هذه التجربة إلا وشعرت بحسرة في نفسي حيث كان حلما تحقق بفضل تدخل مجموعة من الغيورين والأصدقاء والشركاء ووفرنا لها جميع مقومات النجاح حيث كنت أرى فيها مستقبلا واعدا لمجموعة من الأطفال الذين أبنوا على مستوى عالي في مجال كرة القدم و كرة الطائرة لكن السر في هذه التجربة أن الرياضة كانت مطية ودافعا نحو التفوق الدراسي. ولأول مرة منذ 8 سنوات يكون في رصيد الجمعية أكثر من 20000.00 درهم 10000.00 درهم من الرجاء البيضاوي و10000.00 درهم من عزيز عبد الإله الدقاقي أحد محبي الوداد. لكن مع كامل الأسى والحسرة وقفة التجربة ووقف معها حلم 45 التلاميذ.
- مدرسة في التشكيل والخط حلم يراود المشتغلين في الميدان والمهتمين هل يمكن تحقيقه في نظرك على أرض الرشيدية؟ في نظري لقد أثرت التكنلوجيات الحديثة والوسائل الرقمية على مسألة الإبداع اليدوي وخاصة الخط حيث أصبح اليوم الفكر واليد والبرنامج Logiciel والآلة مما يصعب معه إنشاء مدرسة في الخط والرسم. لكن في نظري يمكن أن نعد مدرسة لإعداد القادة متعددة التكوين تهم الجانب النفسي والاجتماعي والأخلاقي لتقوية الذات بالإضافة إلى صقل المكتسبات اليدوية من خط وتشكيل ورسم دون إغفال الجانب الحركي الرياضي وهذه الشخصية المكتملة التي باتت تفقد في مجتمعنا في السنوات الأخيرة نظرا لان المدرسة باتت تبتعد عن التلميذ والحالة التي وصلتها دور الشباب مع السياسة الجديدة كلها عوامل مساعدة في إنجاح تكوين القادة. وقد سهرت وشاركت في مجموعة من التكوينات التي وضعت مجموعة من الشباب في السكة الصحيحة والذين نفتخر بهم وبالمستوى الذي وصلوه في يومنا هذا وكل ذلك بإمكانات بسيطة.
- ما هو تقييمك لحركة التخييم بالإقليم؟ إن تجربتي المتواضعة في هذا المجال تفرض إعادة الهيكلة وإعادة النظر في البرامج والتصورات التي بات يشتغل بها حاليا. حيث أن مجموعة من الأشخاص تكتلوا في شركات للتنشيط والتي أصبحت تكتسب أموال طائلة من هذا العمل. وخاصة أن هذا الإقليم يزخر بأطر ذات مستوى عالي قادرة على النجاح والتي باتت تستنزف قواها في الجمعيات ومخيمات لا تعطيها حتى ثم الصابون لغسل ملابسها في نهاية المرحلة .وحتى كلمة شكر في حقها لا تقدم لا من طرف الهيئة المنظمة ولآباء وأولياء الأطفال وأن العمل المجاني لم يعد مقبولا وفقد القيمة التي كانت له في وقت قريب. وهذا لا يعني أن يكون المال غاية تغيب معه الرسالة التربوية بل وسيلة وتحفيزا للاستمرارية وتشجيعا للأطر التربوية نحو التجديد والبحث والاستمرارية. كلمة أخيرة: في الأخير أود أن أتقدم بتحية خاصة للسيد الحبيب الإدريسي ومن خلاله إلى الأساتذة والأستاذات العاملين بمجموعة مدارس الزاوية وكذلك جميع التلاميذ والتلميذات وإلى جميع سكان قصر تنغراس بالريصاني دون أن أنسى السيد واحيدي مولاي محمد، وأتمنى أن تكون هناك استضافة أخرى للحديث عن تجربتي في المجال التربوي والتعليمي. وتحية لكل من يعرفني داخل الإقليم وخارجه عبر بوابة قصر سوق وشكرا.