الصباح اجتماع أعضاء في المجلس الوطني وبرلمانيين وحديث عن هجرة جماعية إلى حزب العهد وندوة وطنية السبت المقبل كشف عضو قيادي في "البام"، مقرب جدا من الهمة، في اجتماع موسع عقد أول أمس (السبت)، وضم أعضاء في المجلس الوطني وبرلمانيين من الحزب، معلومة مهمة فاجأت المشاركين في الاجتماع نفسه، عندما قال إن "الهمة غادر "البام" بصفة نهائية، ولن يعود إليه". وعلمت "الصباح" أن الهمة لن يترشح في الانتخابات التشريعية المقبلة في مسقط رأسه في دائرة الرحامنة، وأنه لم تعد تربطه أي صلة تنظيمية بحزب الأصالة والمعاصرة الذي أضحى مهددا ب"الانقراض"، كما أن العديد من أسمائه البارزة، خصوصا التي تتحدر من الريف والشمال، تستعد للالتحاق بحزب العهد الديمقراطي، الذي يقوده الوزاني، فيما دخلت أسماء أخرى في مفاوضات "سرية" مع قياديين في الحزب الاشتراكي الموحد، بهدف تعزيز صفوفه، والترشح باسمه في الانتخابات التشريعية المقبلة· كما تتحدث أخبار متواترة عن خيار تأسيس حزب جديد، في حالة ما إذا سدت الأبواب في وجه "الباميين"، سواء من طرف رفاق مجاهد أو حزب الوزاني. وقللت مصادر متطابقة من أهمية القرار الذي اتخذ في اجتماع أول أمس (السبت) والذي تزامن مع عودة إلياس العماري من فرنسا، القاضي بعقد ندوة وطنية السبت المقبل، من أجل جمع توقيعات ثلثي أعضاء الحزب، بهدف عقد مؤتمر وطني، قبل محطة الانتخابات المقبلة، الأمر الذي اعتبره مصدر بارز في "البام" مجرد "تلهية للوقت"، وأن الحزب أضحى في مهب الريح، وأن كل ما يعتمل الآن داخله مجرد مسرحية، وأن نهايته وشيكة. وبالعرائش، أكد أعضاء أنهم قادرون على الخروج إلى الشارع وتعبئة مئات المحتجين، إذا وصل الأمر إلى الخط الأحمر في استهداف الحزب، واعتبر هؤلاء الذين يبدو أن مشاربهم يسارية، أن استهداف الحزب هو تعد على حرية العمل السياسي ومحاولة لإقصاء توجه سياسي أثبت "تألقه" و"جاذبيته" لدى العديد من المواطنين. وفي وزان، تبدو الصورة مختلفة، فالمنتمون إلى "البام"، ما زالوا يشعرون بعنفوان الحزب، ولا يعرفون عن أزمته إلا ما يصل إليهم عن طريق الصحافة. وفي منطقة الريف، تنتاب العديد من الأعضاء، مشاعر الأسى لموقف الأوساط اليسارية بالمنطقة من حزبهم، معتبرين أن هؤلاء كانوا مجحفين في حق قيادييه المتحدرين من الريف، مشددين على أن الحزب وقيادييه كان لهم الدور الأكبر في استعادة المنطقة مكانتها التاريخية ورفع التهميش عنها. وبفاس كما في مكناس، يبدو واضحا أن الحزب مطبوع بالشخصية اليسارية، لمنسقه الجهوي، ولوحظ أن أوساط الحزب بمكناس غير متفقة مع أسلوب الصمت الذي تتبعه قيادة الحزب، معتبرة أنه كان من الأجدر اتخاذ موقف هجومي تجاه الحملات التي يتعرض لها الحزب، وعدم الركون إلى الصمت، إذ أن هذه الحالة في نظرهم تغذي الشكوك والاتهامات الموجهة إلى حزبهم. وبطنجة، وبمناسبة اجتماع شبيبي، تساءل أحد الشباب، عن الدوافع الحقيقية للحرب على "البام"، مستهجنا اتهامه بحزب السلطة، استنادا إلى أن مؤسسه صديق للملك، أو لم يكن المهدي بن بركة يقول هذا الشاب- مؤسس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، صديقا للحسن الثاني، أو لم يقم هذا الزعيم بتعيين عدد من العمال تابعين للحزب، نظير عبد اللطيف بنجلون على رأس عمالة طنجة وغيره كثر، ووافقه الرأي زميل له، معتبرا أن عدة أحزاب أسست من طرف أصدقاء للحسن الثاني، ولم يتم التهجم عليها كحال "البام"، مستدلا بحالة التجمع الوطني للأحرار الذي أسسه صديق وصهر الملك أحمد عصمان.