تختتم مساء يومه السبت أنشطة الدورة الخامسة عشرة لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط التي عرضت خلالها عدة أفلام طويلة و قصيرة، روائية و وثائقية، واقعية و تخييلية، لمخرجات و مخرجين قدموا من مختلف البلدان المتوسطية لتقديم أفلامهم في إطار المسابقة الرسمية أوعلى هامشها. و قد شهدت هذه الدورة كسابقاتها تنظيما محكما باستثناء بعض التغييرات الاضطرارية المتكررة في البرمجة الخاصة بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة و القصيرة بتأخير أو تسبيق مواعيد عرضها، أو بتعويضها بأفلام أخرى مع إشعار ضيوف المهرجان و الجمهور مسبقا بهذه التغييرات الطارئة. الأفلام التي عرضت خلال هذه الدورة تناولت مواضيع مختلفة كالحب و النضال و التمرد و المعاناة و الهجرة والحروب (فلسطين ، العراق ، لبنان ، البوسنة) و كلها مواضيع يجمعها البحث عن العيش الأفضل بمختلف الطرق المشروعة أو غير المشروعة، وهي مواضيع متناولة بأساليب مختلفة في فضاءات متوسطية متنوعة. المستوى العام للأفلام الطويلة التي عرضت في المسابقة الرسمية و التي شاهدتها إلى حدود كتابة هذه السطور (مساء أول أمس الخميس) لا بأس به و متقارب عموما، مع تميز طفيف للبعض منها مثل الفيلم الجميل البوسني «الثلج» (PREMIERES NEIGES) و الفيلم الروماني «الصرف» (EXCHANGE) و اليوناني «إصلاح» و المغربي «زمن الرفاق» لمحمد الشريف الطريبق. و تجدر الإشارة إلى فيلمين طويلين دوليين شارك المغرب في إنتاجهما تمت برمجتهما في هذه الدورة، أولهما تم عرضه خارج المسابقة الرسمية هو فيلم «طنجرين» من إخراج الألمانية إيرين فون ألبيرتي ، و من إنتاج مشترك بين منتج ألماني و المنتج الطنجاوي كريم الدباغ، وهو فيلم اجتماعي حول الفقر و الدعارة صور بكامله بمدينة طنجة بمشاركة ممثلين مغاربة و ألمان من بينهم الممثلة التطوانية الواعدة نعيمة بوزيد و الممثل الموهوب سعيد باي و الفنان المقتدر العربي اليعقوبي. الفيلم الثاني « «خطيب لياسمينة» كان عرضه مبرمجا في إطار المسابقة الرسمية مساء يوم الأربعاء الماضي و لم يعرض إلى حدود كتابة هذه السطور، وهو من إخراج الإسبانية إيرين كاردونا و من إنتاج مشترك بين إسبانيا و المغرب في شخص المخرج و المنتج الطنجاوي جمال السويسي و من بطولة الممثلة سناء العلوي بمشاركة ممثلين إسبانيين. تجدر الإشارة أيضا إلى فيلم وثائقي بلجيكي يحمل عنوان «من حائط إلى آخر، برلين ? سبتة» الذي يقارن فيه مخرجه الشاب باتريك جان بين الحائط القديم لبرلين و السياج الجديد الذي يطوق مدينة سبتة، و يقوم فيه أيضا برحلة عبر بعض البلدان الأوروبية كي يبرز أنها عبارة عن مجتمع مختلط متعدد الثقافات و غني بتنوعه رغم تقاليده الرافضة للدخلاء، هي رحلة من الشمال إلى الجنوب يلتقي فيها برجال و نساء هاجروا من كل أنحاء العالم. و هكذا يبقى المهرجان السينمائي لمدينة تطوان ملتقى لمختلف التجارب السينمائية الوثائقية و الروائية التي تعرف بكيفية مباشرة أو غير مباشرة بمختلف ثقافات البلدان المتوسطية، لأن كل الأفلام المشاركة فيه تجعل المشاهد يكتشف فيها مظاهر التشابه و الاختلاف بين ثقافاتها من خلال العمران و الإنسان و الدين و الفن و اللغة و اللباس و العادات و التقاليد و غيرها من المظاهر التي تجمع أو تفرق بين هذه البلدان التي يوحد بينها البحر الأبيض المتوسط.