استقبل المجلس الاستشاري لحقوق الانسان، أمس الاثنين "قافلة المصالحة فاضمة أوحرفو"، في إطار متابعة تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة ومشروع "النهوض بحقوق النساء ودورهن في مسلسل الانتقال الديمقراطي بالمغرب".
ويهدف هذا المشروع المنجز بمبادرة من المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بشراكة مع صندوق الأممالمتحدة الإنمائي للمرأة، إلى دعم مسلسل الانتقال الديمقراطي، الذي انخرط فيه المغرب عبر دعم مقاربة النوع وحقوق المرأة في مسلسل متابعة تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة. ويشمل برنامج زيارة القافلة، إضافة إلى مرافق المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، زيارة مركز التوثيق والإعلام والتكوين في حقوق الإنسان وصندوق الأممالمتحدة الإنمائي للمرأة ولجنة تمدرس الفتاة القروية. ويأتي تنظيم هذه القافلة، التي مرت، في مرحلة أولى، من الرشيدية إلى الرباط، وستمر في مرحلة ثانية من أكدز إلى زاكورة، تتويجا للمكتسبات التي جرى تحقيقها في مجال حقوق الإنسان، وفتح آفاق جديدة أمام فتيات قرية سونتات، مسقط رأس فاضمة أوحرفو، التي توفيت في أحد مراكز الاعتقال السري بأكدز بإقليم زاكورة، بعد اختطافها في إطار أحداث سنة 1973. وتتوخى القافلة، التي تتكون أساسا من فتيات قرية سونتات، تمكينهن من الإحاطة بسياق إنجاز مشروع "النهوض بحقوق النساء ودورهن في مسلسل الانتقال الديمقراطي بالمغرب"، والفاعلين المنخرطين فيه، وكذا تحسيسهن بالقضايا المتعلقة بحقوق الإنسان عموما، وحقوق النساء بشكل خاص. وتشمل هذه المبادرة ضمن مكوناتها تنفيذ مشروع "حفظ الذاكرة والمصالحة لفائدة نساء سونتات وفاء لذكرى فاضمة أوحرفو"، الذي يجري إنجازه بقصر سونتات بمنطقة إيملشيل. ويهدف مشروع حفظ الذاكرة والمصالحة إلى النهوض بأوضاع المرأة القروية وحفظ الذاكرة وتثبيت المصالحة من خلال تكوين وإعلام النساء القرويات وتطبيق برنامج لمحو الأمية الوظيفية في صفوف النساء القرويات إضافة إلى دعم تمدرس الفتيات وترسيخ قيم المصالحة. وجرى في إطار هذا المشروع، تنفيذ عدة أنشطة تتمثل في خلق دينامية محلية عبر تعبئة ثلاث جمعيات وتعاونية نسائية وفتح نقاش حول موضوع جبر الضرر الجماعي وإطلاق مسلسل لإدماج المرأة من خلال برنامج يهم محو الأمية والتحسيس والتكوين وخلق الوعي بقصة فاضمة أوحرفو لدى الساكنة بمن فيهم الأطفال، إضافة إلى تعزيز قدرات الفاعلين المحليين وإحداث دار للفتاة بإملشيل بشراكة مع لجنة دعم تمدرس الفتاة القروية تتكلف ب 20 فتاة في مستوى الإعدادي. وفي كلمة بالمناسبة، استحضر رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، أحمد حرزني "المحن"، التي عاشها سكان منطقة إملشيل، وكفاحهم من أجل الحرية والاستقلال، مشددا على ضرورة حفظ الذاكرة لضمان استمرارية التاريخ واستشراف مستقبل أفضل من الماضي . وأضاف أن هذه زيارة هذه القافلة تعتبر نوعا من الاعتراف بما عاشه سكان منطقة إملشيل من انتهاكات لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أنها تدخل في إطار فك العزلة عن هذه المنطقة والحفاظ على التواصل بين سكانها وبين المجلس. تجدر الإشارة إلى أن بعض المشاركات في القافلة، التي تضم حوالي 20 فتاة، أدين بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان قصيدة تحث على القطيعة مع الماضي وانتهاكات حقوق الإنسان، وتشيد بفاضمة أوحرفو، كما تستحضر روح الراحل إدريس بنزكري، الذي كان يتولى رئاسة هيئة الإنصاف والمصالحة، والرئيس السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان.