قدّم الحبيب الشوباني استقالته من الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، في رسالة وجهها إلى الأمين العام للحزب عبد الاله بن كيران أول أمس السبت، وأوضح الشوباني في رسالته التي تتوفر ''التجديد'' على نسخة منها، دواعي اتخاذه هذا القرار، وقال إنه تألم لموقف بنكيران الرافض للمشاركة في فعاليات الحركة الاحتجاجية المنظمة يوم الأحد. معتبرا الموقف متسرعا وتجاوزا لمؤسسة الأمانة العامة لحزبه، وأضاف أنه علم بتاريخ 16 فبراير عن خبر بيان شبيبة الحزب الداعي للمشاركة في احتجاجات 20 فبراير كما تلقى دعوة من بعض أعضاء الأمانة العامة الغاضبين للتعبير الجماعي عن المشاركة وهو الموقف الذي ''أيدته وصادقت على نص البلاغ المؤطر له وكنت ثاني موقعيه''، وأضاف أن ما أقدم عليه الأمين العام من تجاوز للمشروعية بتهميش دور الأمانة العامة في حدث كبير، وما نتج عن ذلك من اضطراب وضرر نفسي ومعنوي كبير لصورة الحزب ''لا يمكن أن يسوغ ما أقدمت عليه بتوقيع بلاغ يتجاوز مشروعية الأمانة العامة التي أصدرت بيانا في الموضوع على الرغم من وجود ملاحظات كثيرة حول سياق وشروط انعقاد اجتماعها وحتى جدول أعمالها''. وفيما يلي نص البيان: بسم الله الرحمان الرحيم إلى الأخ الأمين العام المحترم الفاضل عبد الإله بنكيران الموضوع : استقالة من عضوية الأمانة العامة السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. وبعد: فقد قرأت كعموم المشاهدين، على شريط الأخبار بقناة الجزيرة ، موقف الأمين العام الحاسم برفض مشاركة الحزب في فعليات الحركة الاحتجاجية المقرر تنظيمها يوم الأحد 20 فبراير 2011 في عموم تراب الوطن. ولا أخفيكم أنه انتابني ساعتها ألم شديد لهذا التصرف الذي رأيت فيه تسرعا واضحا وتجاوزا للمشروعية من خلال تهميش مؤسسة الأمانة العامة التي لا يوجد مبرر ضيق وقت أو استحالة ظروف لانعقادها وتداولها واتخاذها للموقف الشوري الذي تراه مناسبا. وقد زاد ألمي مع انهيال الاتصالات والمكالمات التي تلقيتها طيلة هذه الأيام من مجموعة كبيرة من أعضاء الحزب وعموم الأصدقاء والمعارف والتي غلب عليها طابع الاستغراب والأسف خصوصا أن الخبر المنشور ارتبط بموقف للأمين العام وليس بقرار للأمانة العام. ورغم أنه كان بإمكاني تاجيل العمل الذي حال دون حضوري لاجتماع الأمانة العام يوم الثلاثاء 15 فبراير 2011 ( والذي برمجته على أساس أن اجتماع الأمانة العامة يكون الأربعاء) فقد ارتأيت ألا أفعل تفاديا لأي احتقان ولأنني لم أجد في نفسي دافعية كبيرة لذلك ليقيني أن موقف الأمانة العامة صار مرتهنا لموقف الأمين العام وأن هامش المراجعة أوالتغيير صار شبه منعدم. في هذا السياق والمناخ المتسم بتدبير مرتبك لملف كبير، علمت وأنا في مدينة الراشدية التي سافرت إليها 16 فبراير خبر بيان شبيبة الحزب الداعي للمشاركة كما تلقيت دعوة من بعض أعضاء الأمانة العامة الغاضبين مثلي للتعبير الجماعي عن المشاركة في تظاهرات 20 فبراير وهو الموقف الذي أيدته وصادقت على نص البلاغ المؤطر له وكنت ثاني موقعية بعد تلاوته علي نصا عبر الهاتف. ووعيا مني اليوم، وقد سكت عني الغضب الذي لازمني لأيام، بأن ما أقدم عليه الأخ الأمين من تجاوز للمشروعية بتهميش دور الأمانة العامة في حدث كبير كالذي تموج به الأمة العربية ووطننا اليوم، وما نتج عن ذلك من اضطراب وضرر نفسي ومعنوي كبير للكثير منا ولصورة الحزب، لا يمكن أن يسوغ ما أقدمت عليه بتوقيع بلاغ يتجاوز مشروعية الأمانة العامة التي أصدرت بيانا في الموضوع على الرغم من وجود ملاحظات كثيرة حول سياق وشروط انعقاد اجتماعها وحتى جدول أعمالها.وأيا ما تكن نتائج الحركة الاحتجاجية وتداعياتها على صورة الحزب أو الوطن ومآل ذلك كله سلبا أو إيجابا، وحيث إنه وفقا لمرجعيتنا الإسلامية التي نعتز بها ونتعبد الله بالاجتهاد في تمثلها قدر المستطاع، يكون تجاوز المشروعية منطويا بلا خلاف على مخالفة شرعية وأخرى تنظيمية تستوجب كلا منهما تحللا وسلوكا تصحيحيا مناسبا. بناء على ما سلف، وبكل مبدئية ومسؤولية واستقلالية وتجرد سلامة صدر، فإنني الأخ الأمين العام المحترم، إذ أترك التي بيني وبين ربي لمغفرته وثوابه، أصحح التي بيني وبين مؤسسة الحزب بتقديم استقالتي من عضوية مؤسسة تجاوزت مشروعيتها إراحة لضميري التنظيمي الذي لا يمكن أن يتعايش مع مسلكيات ضرب مشروعية المؤسسات ولا أن يكون مؤسسا لسوابق في هذا المجال أو مكابرا أو ملتويا في تبرير هذه الثقافة غير السلمية أيا كان مصدرها أو مرتكبها أو غاياتها.وإنني إذ اعتبر هذه الاستقالة سارية المفعول من تاريخ توقيعها،أجدد التاكيد على قناعتي المبدئية في الالتزام باستفراغ الوسع لخدمة مشروع العدالة والتنمية الذي أعتز بقيمه ومبادئه ورسالته كما أعتز بأخوة رجاله ونسائه، سائلا الله تبارك وتعالى أن يوفقكم أخي الأمين العام المحترم وكافة إخواني وأخواتي المحترمين في الأمانة العامة لقيادة سفينة الحزب في المرحلة الصعبة والواعدة من تاريخ الوطن والأمة، بعون الله، نحو آفاق أرحب وإنجازات أصوب تساهم في إقامة صرح العدالة والتنمية في مجتمع أنهكه التَّظالُمُ والفساد وعَبَثَ بمقدراته أعداء كرامته ونهضته. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته الرشيدية في 19 فبراير 2011