نظمت منسقية الشباب المعطلين بگلميمة يومه الجمعة 11 فبراير 2011 مسيرة احتجاجية على طول شارع الحسن الثاني، ووقفة أمام باشوية المدينة، رفعت خلالها شعارات مطالبة بالتوظيف الفوري دون قيد أو شرط، ومنددة بالمحسوبية والزبونية اللتين تطغيان على ملفات التشغيل على حساب الكفاءة والأهلية المفروض توفرهما في المترشح لأي منصب شغل. المسيرة التي جاءت بعض سلسلة من الاجتماعات التي نظمها معطلو المدينة لتنسيق الجهود، عرفت مشاركة أزيد من أربعين معطل، من أصل مائة معطل منخرط في المنسقية التي دعت إلى هذه الوقفة – حسب أحد المشاركين – التي تأتي نتيجة تماطل الحكومة في إيجاد حل جذري لمشكلة المعطلين الذي أصبح ملفا مستعجلا يستدعي تدخلا سريعا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، خصوصا أمام الأوضاع المزرية التي يعيشها المعطلون في كنف أسر تحتاج إلى مساهمتهم في تكاليف المعيشة في الوقت الذي أصبحوا فيه عالة عليها بعد أن كلفوها مصاريف الدراسة لسنوات طوال. مطالب المعطلين حصروها في مطلب واحد هو مطلب التشغيل اللامشروط، في حين أن شعاراتهم المرفوعة تحمل في طياتها مطالب أخرى غير معلنة رسمية، من قبيل الشعارات الداعية إلى محاربة المحسوبية والزبونية والرشوة، والشعارات المحملة بالدعوة إلى إدماج حقيقي في سلك الوظيفة العمومية بشكل مباشر والتعجيل بحلول جذرية لمشكلة طال أمدها وصارت نقطة سوداء في جبين الحكومات المتعاقبة على تسيير الشأن العام لمملكتنا السعيدة. كما أعلن معطلو مدينة گلميمة عن تشبثهم بحقهم المشروع في التشغيل واستعدادهم للتضحية بالغالي والنفيس مقابل الحصول على فرصتهم لنيل هذا الحق المشروع، كما أكدوا إصرارهم على متابعة النضال محليا وإقليميا في أفق الوصول إلى ربط جسور التعاون مع زملائهم في المحنة على الصعيد الوطني حتى تحقيق مطلبهم المتمثل في الحق الدستوري لكل مواطن مغربي في التشغيل. وقد صرح لنا عبد الرزاق أزين، أحد المعطلين المشاركين في المسيرة والوقفة الاحتجاجيتين بالتصريح التالي: "بداية أشكرك لقيامك بتغطية هذا الحدث الذي يأتي في سياق الأحداث الدولية التي تشهدها الدول العربية، لكنه بالأساس صوت المجازين المعطلين بالمنطقة، مدينة گلميمة، حدث لا يؤطره أي توجه سياسي، مبني على قناعات شخصية بحقنا الدستوري في العمل الذي يكفله الحصول على شهادة الإجازة، لذلك التحم معطلو المدينة في منسقية گلميمة لحملة الشواهد المعطلين، لإيصال صوتنا إلى المسؤولين بضرورة إيجاد حل لهؤلاء المجازين الذين يعانون يوما بعد يوما خصوصا مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، مما يؤزم أوضاعهم في ظل غياب أي فرصة تشغيل بمنطقتنا لا على صعيد القطاع الخاص ولا العام التي بإمكانها توفير مناصب شغل لهؤلاء المعطلين، والمعطل بالتالي يضطر إلى اختيار أحد أمرين أحلاهما مر، إما اختيار الغربة عن المنطقة والمعاناة بعيدا عن الأسرة، أو العيش مهمشا ومنبوذا من أهل مدينته جراء عيشه دون عمل". ففي ختام الوقفة تمت تلاوة البيان الختامي الذي خرج به المعطلون جراء نقاشاتهم المستمرة، معلنين صمودهم واستمرارهم في النضال حتى تحقيق أهدافهم المشروعة.