بدأت الحكومة الجزائرية في حشد أكثر من 20 ألف شرطي لمواجهة المسيرة التي دعت إليها التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية للمطالبة بإصلاحات سياسية واسعة . وذكرت وسائل إعلام جزائرية، أمس، أن السلطات اتخذت مجموعة من الإجراءات الأمنية تحسباً لأي انزلاق يمكن أن يحدث في المسيرة المزمعة غداً السبت، حيث عززت مختلف المراكز والوحدات الأمنية بالعاصمة بالعناصر والآليات والوسائل . وقد رفضت بعض أطياف المعارضة الانضمام إلى المسيرة المرتقبة مثل جبهة القوى الاشتراكية وحركة الإصلاح الوطني بالإضافة إلى منظمات حقوقية وأخرى ثقافية . وقال رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بوجمعة غشير إن “الرابطة لن تشارك في المسيرة لأنها لم تستشر ولأن أصحاب المبادرة لم يوضحوا أهدافهم ولا يملكون برنامجاً جاداً فضلاً عن أن المسيرة لا تلبي مطالبنا في التغيير” . وقد أعلنت التنسيقية عدم تراجعها عن تنظيم المسيرة ورفضت ما وصفته “بسياسة التعتيم التي تريد قتل أي تغيير ديمقراطي في البلاد” . وتقول إن الإرهاب يضرب مناطق أخرى من البلاد كولايات تيزي أوزو والبويرة وبومرداس ويسمح فيها تنظيم المسيرات بينما العاصمة الجزائرية آمنة ويمنع فيها تنظيم المسيرات . إلى ذلك، منعت السلطات، التنسيقية من تنظيم تجمع مساء الأربعاء أمام السفارة المصرية في الجزائر لإعلان دعمها لمطالب الشعب المصري، وأغلقت الطرق المؤدية إلى السفارة ومنعت المتضامنين من المرور وأجبرتهم على التجمع في الساحة الواقعة أسفل السفارة . في سياق متصل، نفى مسؤول جزائري ما روجته بعض الصحف المحلية باعتزام أئمة المساجد تنظيم “جمعة صامت” للمطالبة بتحسين أوضاعهم الاجتماعية . وقال عدة فلاحي المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية والأوقاف في تصريح للإذاعة الجزائرية “إن مثل هذا الخبر كاذب وقد روّج له من ولاية قسنطينة (شرقي البلاد) ولحسن الحظ فإن يقظة الأئمة المعتمدين في قسنطينة ردوا على هذه الإشاعات” . وقررت الحكومة الجزائرية تخفيف الإجراءات الإدارية على المواطنين، وذلك بإلغاء وزارة الداخلية مستخرج (عقود الميلاد 12-خ) من ملف طلب الحصول على بطاقة الهوية الوطنية، الذي كان يؤرق المواطنين . كما قال مصدر موثوق “إن الحكومة قد تعلن خلال الساعات المقبلة عن قرار يتعلق باعتماد 4 أحزاب جديدة لتحقيق انفتاح سياسي واسع” . إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان تأجيل زيارة وزير الخارجية السعودي بسبب ظروف شخصية . وقالت: “نظراً لحدوث ظرف طارئ للأمير سعود الفيصل وزير الشؤون الخارجية للمملكة السعودية تم تأجيل الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها إلى الجزائر (أمس) الخميس” .