«أخبرني أنه سوف يجري لها عملية قيصرية مقابل أن أدفع له مبلغ 1500 درهم، لكنني لم أتمكن من دفع المال لأنني لم أكن أتوفر عليه، مما جعله يهمل ابنتي ويعرض حياتها للخطر، حيث لم يقم بواجبه كطبيب»، بهذه العبارات الصادمة تصف عائشة الغازي معاناة ابنتها إلهام بولحسن في شكايتها، التي قدمتها إلى وكيل الملك ببني ملال ضد طبيب بالمستشفى الجهوي. إهمال وموت الشكاية التي تقدمت بها عائشة الغازي إلى وكيل الملك ببني ملال، نهاية الأسبوع الماضي، وتوصلت «المساء» بنسخة منها، ضد الطبيب المولد (أ. ص)، بسبب «الإهمال المؤدي إلى موت مولودة جديدة وعدم إسعاف امرأة في حالة مخاض والابتزاز»، تأتي أياما قليلة بعد إصدار المحكمة الابتدائية قرارا يدين نفس الطبيب بثمانية أشهر نافذة، وهو الحكم الذي استأنفه الضحايا والمركز المغربي لحقوق الإنسان ببني ملال. تفاصيل الإهمال المؤدي للوفاة مروعة، كما تصفها عائشة الغازي في شكايتها، إذ تقول إنه في اليوم الموالي لطلب الطبيب منها رشوة قدرها 1500 درهم، «عدت للمستشفى حيث أخبرني – الطبيب - أنه سوف يجري لها العملية يوم الاثنين في الصباح الباكر. وفي ذلك اليوم أدخلوا ابنتي إلى قاعة الولادة وقاموا بجميع الإجراءات التي توحي بالعملية، لكن الطبيب المشرف على ولادتها تراجع ورفض إجراء العملية حوالي الساعة 11 صباحا، رغم أنني سلمته مبلغ 1000 درهم، لكنه طلب مني مبلغ 500 درهم الذي لم أكن أتوفر عليه». عجز عن دفع الرشوة لم تتمكن عائشة الغازي من تدبر مبلغ 500 درهم، لتبقى ابنتها إلهام بولحسن تعاني المخاض في حالة تصفها أمها بأنها «حالة مزرية على وشك وضع ما بأحشائها»، وهو منظر لم يثر أدنى نوع من الشفقة لدى الطبيب الذي بقي يراقب وضع الحامل في انتظار ال500 درهم بقية ما طلبه من والدة الحامل. لم تجد الوالدة من حل وهي ترى معاناة ابنتها سوى أن تنفجر محتجة على ما يقوم به الطبيب من تماطل يزيد من معاناة ابنتها الحامل. صراخ لم تعد تعي فيه ما تقول من كلمات متناثرة هنا وهناك، أجبرت الطبيب على أن يقوم بعملية قيصرية للمرأة الحامل، بعدما سبق أن أخبر والدتها بأن ولادتها ستكون طبيعية. كان الوقت قد فات، وخرجت المولودة وهي تحتضر قبل أن ترحل عن الدنيا، فيما عانت الوالدة الكثير لإسعافها وتلقي علاجا نتيجة مضاعفات معاناتها مع المخاض طيلة أيام مكوثها بقسم الولادة بالمستشفى الجهوي ببني ملال. سابقة عدلية وكانت محكمة الاستئناف قد أخرت نهاية الأسبوع الماضي قضية نفس الطبيب المولد (أ. ص) بالمركز الاستشفائي الجهوي لبني ملال إلى يوم 27 يناير2011 لاستدعاء كل من المندوب الجهوي للصحة وإحدى الشاهدات، بعد إدانته بحكم ابتدائي مدته ثمانية أشهر حبسا نافذا بنفس التهمة.