مصطفى الحجري حصلت «المساء» على شهادات جديدة تؤكد تعرض نزلاء آخرين بخيرية مكناس للاستغلال الجنسي، وإجبارهم على ممارسة الشذوذ الجنسي في حفلات كانت تقام بكل من مدن الرباط و فاسومكناس. أحد النزلاء أكد أنه استدعي من طرف أطر من الخيرية طلبت منه حضور بعض السهرات مقابل مبالغ مالية. وأضاف بأنه نقل مع عدد آخر من النزلاء - بلغ عددهم لحد الآن خمسة مراهقين- إلى أحد المنازل حيث تكلف صاحب صالون للحلاقة بوضع الماكياج على وجوههم، وإلباسهم أزياء نسائية قبل أن يتم نقلهم من جديد إلى سهرة صاخبة بعد أن طلب منهم تناول عقاقير يجهلون طبيعتها. وأكد النزيل ذاته أن السهرات التي كان يحضرها كانت تمتد إلى غاية الساعة الرابعة صباحا، ويتم فيها التناوب على ممارسة الجنس عليهم من طرف عدة أشخاص بعد إجبارهم على شرب الخمر، قبل إعادتهم إلى الخيرية. وأشار إلى أنه قام بمعية والدته بإخطار الوالي السابق لجهة مكناس قبل أن تسلم جهة لم يحددها مبلغا ماليا لوالدته لتتخلى عنه مدة فاقت ثلاثة أشهر تعرض خلالها لتهديدات بزجه في السجن، وهي التهديدات التي وظف فيها اسم شخصية سامية. وأكد نفس النزيل أن أحد القاصرين لازال يتعرض لنفس الممارسات، علما أن والدته تقدمت بشكاية تشير فيها إلى أن طفلها يتعرض لاستغلال جنسي، وهي التطورات التي تتزامن مع ظهور معطيات مثيرة، من بينها أن أحد النزلاء الذين ظهروا في القرص المدمج سبق أن تم ضبطه حينما كان نزيلا بالخيرية من طرف الأمن بأحد فنادق مكناس رفقة أحد الأشخاص، فتم طي الموضوع بطريقة غامضة. وفي نفس السياق، حصلت «المساء» على شهادة صوتية تتعلق بواقعة الاغتصاب، التي تعرضت لها نزيلة بالخيرية في وقت سابق، وهي الشهادة التي تذكر اسم شخصين، قام أحدهما بالتسلل إلى المكان الذي كانت النزيلة تنام فيه، قبل أن يقوم بالاعتداء عليها. وأكدت الشهادة ذاتها أن الجاني كان يتوفر على مفتاح قاعة الأكل حيث كانت ترقد الضحية البالغة من العمر 35 سنة. ولم تبادر مصالح الشرطة القضائية إلى حد الآن بفتح تحقيق في الموضوع بناء على الشكاية التي تقدمت بها جمعية «ما تقيش ولادي»، وهو ما يطرح، حسب نجية أديب رئيسة الجمعية، أكثر من علامة استفهام حول طبيعة ما يجري في خيرية مكناس، في الوقت الذي علمت «المساء» أن الخيرية تقدمت بشكاية مباشرة إلى قاضي التحقيق ضد الجمعية تتضمن طلبا بإتلاف القرص المدمج الذي يتضمن شهادات النزلاء!. وكانت خيرية مكناس قد عقدت ندوة صحفية اعتبر خلالها رئيس الجمعية أن ما ورد في القرص المدمج مجرد أباطيل وتهمة زائفة لجأ إليها عدد من النزلاء كرد فعل انتقامي بعد أن تيقنوا من عدم استفادتهم من بعض الامتيازات، التي منحت لآخرين، وهي عبارة عن محلات تجارية وهبات مالية بقيمة خمسة عشر ألف درهم، مؤكدا على أن سمعة المؤسسة الخيرية لا تقبل الجدل، وأن المؤسسة تقدم خدمات تسعى من خلالها إلى تعويض النزلاء عن الحرمان الذي عانوا منه وتكوينهم من أجل إدماجهم في المجتمع بطريقة سليمة، ولأجل ذلك تقوم بضمان جميع الظروف كي يعيش النزلاء دون إحساس بالنقص.