شيع ثلة من المثقفين المغاربة أول من أمس الكاتب إدمون عمران المالح، أحد أبرز كتاب المغرب المنتمين إلى الطائفة اليهودية، إلى مثواه الأخير عن عمر يناهز 93 عاما، بعد أن وافته المنية بداية الأسبوع الحالي بمستشفى بالرباط. ودفن المالح المعروف بمواقفه المناصرة للقضية الفلسطينية بناء على رغبته في المقبرة اليهودية بمدينة الصويرة التي تنتمي إليها أسرته. ولد إدمون المالح عام 1917 بمدينة أسفي بالجنوب الغربي من المغرب لأسرة يهودية مغربية، ورفض فكرة الهجرة إلى إسرائيل، معتبرا أنه مغربي وأن الديانة لا تحدد الوطن، وأدان تهجير يهود المغرب إلى فلسطينالمحتلة معتبرا ذلك بمثابة سرقة مواطنين مغاربة من قبل دولة أخرى. ويعد إدمون عمران المالح أحد أهم وجوه الأدب المغربي المكتوب باللغة الفرنسية، ومن أبرز مؤلفاته "المجرى الثابت" و"ليل الحكي" و"ألف عام بيوم واحد" و"المقهى الأزرق". ونعى اتحاد كتاب المغرب الكاتب وعضو الاتحاد الروائي والقاص إدمون عمران المالح، وقال الاتحاد إن "الكاتب إدمون عمران المالح خلف إنتاجا أدبيا مؤثرا في ظرف قياسي، هو الذي بدأ نشر أعماله الروائية في مرحلة متأخرة، استحق معه لقب "جيمس جويس المغرب"، وخلف عددا مهما من المقالات والدراسات والحوارات العديدة، خصوصا تلك المقالات التي عكست مواقف الأديب الراحل وآراءه الجريئة والمناصرة للقضية الفلسطينية". وأضاف أن الراحل "ظل وفيا لوطنه بخاصة ولقضايا الإنسانية بعامة، كما عاش إنسانا كريما وقنوعا، وظل مبتعدا عن الأضواء واللهاث وراء شهرة مزيفة، فجعل من بيته محجا مفتوحا لكل المبدعين والفنانين والقراء والأصدقاء من مختلف الأجيال والحساسيات واللغات إلى آخر يوم من حياته".