عرف سروال السليم إنتشارا ملحوظا في صفوف الشباب خاصة لدى الفتيات اللواتي يتهافتن على شرائه في محلات بيع الملابس العصرية، بحجة أن هذا النوع من السراويل يصلح ارتداءه بكل أنواع الأحذية، سواء كان بحذاء كلاسيكي بكعب عال أو بدونه، إضافة إلى الحذاء الرياضي أو الحذاء الشتوي الذي يغطي الساق،كما يعتبرنه مناسبا للذهاب إلى الدراسة أو العمل، وتحول بذلك إلى لباس يومي يمنح في نظرهن مزيدا من الراحة والديناميكية وإمكانية الحركة بكل حرية. ولكنه في نظر الصراحة راحة لا يمت بصلة لشريعتنا الإسلامية التي تنادي بلباس بمعايير واضحة وضوح الشمس يوم الجمعة، ولعادتنا وتقاليدنا العريقة وثقافة مجتمعنا – مجتمع تافيلالت – المعروف بألبسة تمثل رمز الحشمة والوقار للمرأة العربية والأمازيغية كذلك. ويتزامن انتشار هذه الظاهرة بشكل رهيب مع موجتين خطيرتين وهما: موجة ارتداء الملابس المستوردة المكتوب عليها عبارات تحمل معاني مسيئة أو صور فاضحة. وموجة الحجاب العصري الذي يتجسد في تشدد الفتيات في وضع غطاء الرأس وتسامحهن في بقية الملابس التي تغطي بقية الجسد وعلى رأسها سروال السليم. وفي هذا الإطار ذهب حس الفكاهة الذي يميز الشباب المغربي إلى استحداث عبارات لوصف هذا النوع من الحجاب مثل "الفوق إقرأ ولتحت روتانا..." وكأنهم يتساءلون ما جدوى هذا الحجاب إن لم يكن يحجب مفاتن المرأة إتقاء للفتنة؟ نعم إنها فتنة أثارها هذا السروال الذي نزل على فتياتنا كالصاعقة بمختلف موديلاته التي اكتسحت الأسواق على حساب اللباس الشرعي، هذا الأخير الذي أصبح الحديث عنه في خبر كان فما بالك بإرتدائه، وعلى حساب السراويل الواسعة بما فيها المنحرفة من الأسفل والتي يقول عنها المهلوسون بالموضة بأنها أصبحت غير مقبولة نظرا لشكلها الغريب الذي يشبه إلى حد كبير السروال التقليدي الرجالي... إلى غير ذلك من المبررات الواهية التي يقدمها الواقعون في شباك التبعية في اللباس على الطريقة الغربية ومسايرة ما يسمى بالموضة. وللإشارة فإن هنالك مجموعة من الأسباب التي ساهمت في تنامي ظاهرة سروال السليم وغيره من الملابس الدخيلة علينا ونذكر منها: - غياب الإرادة وضعف البرامج العلمية المخصصة لنشر الثقافة الإسلامية والقيم الأصيلة. - الانبهار بكل ما هو أجنبي باعتباره رمزاً للتقدم والحضارة. - ضعف رقابة الأسرة وتوجيه الوالدين والمؤسسات التربوية وغياب تحذيرها من خطورة هذه التوجهات. - حالة الاغتراب النفسي التي يعيشها بعض الشباب، وتقديس كل ما هو وافد دون تمحيص أو تدقيق. - الدور السلبي الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، وكذا الأفلام والمسلسلات في الترويج لمثل هذه الملابس. - التقليد الأعمى لكل ما هو غريب عن ثقافتنا و ديننا والافتتان بشخصيات فنية وإعلامية رغم ما تدعو إليه من قيم غريبة عن ثقافتنا ومجتمعنا... وعلى سبيل الختم نود أن نهمس في أذن كل شبابنا بصفة عامة وشاباتنا بصفة خاصة أن اللباس هو جزء من المكونات الثقافية لأي شعب من الشعوب أو أمة من الأمم، فهو يعكس هوية وثقافة هذه الأمة. فمتى كان هذا السليم جزء من جزء من جزء من المكونات الثقافية للشعب المغربي كافة، ولمنطقتنا خاصة التي لو قام رجالها الأكابر من قبورهم وعاينوا منظر الفتيات بهذا السروال لأعلنوا تبرؤهم منا؟؟