تستخدم السياحة وسيلة لمكافحة الفقر والحفاظ على أسلوب الحياة التقليدي في الواحات الصحراوية بجنوب المغرب. وأطلقت الحكومة المغربية بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ومنظمات أخرى غير حكومية برنامجا لتنشيط سياحة البيئة في واحات مثل مرزوكة تغمرت وتنغير وفاصك في محاولة لمواجهة خطر الجفاف والتصحر في المنطقة. وذكر محمد محيمد منسق برنامج الحفاظ على الواحات في جنوب المغرب وتنميتها أن سياحة البيئة تساهم في التنمية والحفاظ على الثقافة المحلية التقليدية. وقال "في الوقت الحالي العائدات والمنتوجات والإنتاج ضعيف. في الوقت الحالي كذلك هناك مؤهلات قوية جدا وعالية ومتنوعة للواحات. وأحسن طريقة للاستفادة من هذه المؤهلات ومن كل هذه الخاصيات هو تثمينها في إطار السياحة الواحاتية. هذه السياحة الواحاتية طبعا خصويتها انه تضامنيا. خصوصيتها كذلك انه تأخذ في الحسبان الجوانب البيئية." ويهدف البرنامج لعلاج آثار الإهمال الطويل لأسلوب الحياة والثقافة الصحراوية بعد ازدهارها في العصور القديمة عندما كانت الصحراء طريقا للقوافل التجارية ومسارا لموجات الهجرة بين الشمال والجنوب. وأهملت طرق الزراعة التقليدية في الواحات المغربية وحلت محلها أنشطة أكثر ربحا كما ساهم تزايد الهجرة من الواحات إلى المدن في تفكيك النسيج الاجتماعي لبدو الصحراء. ويوفر البرنامج الجديد تمويلا للعديد من المشروعات في الواحات مثل الفنادق الصغيرة. وذكر حسن طهارو الذي يملك فندقا صغيرا في واحة تغمرت أن معظم النزلاء يجتذبهم أسلوب الحياة التقليدي في الواحات. وقال "السواح الذين يزوروننا يعرفون مسبقا أنهم سيتناولون مواد طبيعية مئة في المئة. ونتمنى أن يزوروننا بكثرة حتى نستفيد منهم ويستفيدوا منا ونتعلم منهم ويتعلموا منا كذلك." ويتزايد الإقبال بدرجة كبيرة في الآونة الأخيرة على إقليمي الراشيدية و كلميم في جنوب المغرب سواء من السائحين المحليين أو الأجانب. وذكر منظم رحلات سياحية فرنسي يدعى ميشيل ديجلون أن المشاركين في سياحة البيئة يفضلون استخدام وسائل بدائية في الانتقال. وقال ديجلون "هذه الرحلة على ظهور الحمير مفيدة ومسلية في الوقت نفسه. مفيدة لأنها تتيح لنا أن نعيش بإيقاع لم يعد متاحا لنا.. إيقاع الحمار الذي كان أجدادنا المزارعون الفرنسيون يعيشون به. كما تثبت هذه الرحلة أن كل مكونات حياة الواحة يمكن أن تثير اهتمام السائح." لكن خبيرة السياحة البيئية سابرينا بنمشري أكدت أن هذا النوع من السياحة لا يقتصر هدفه على المتعة والتسلية بل يشمل أيضا التعريف بالثقافة الصحراوية. وقالت بنمشري "سياحة البيئة تشمل استكشاف المناظر والثقافة والمنتجات المحلية. تتعلق أيضا بتعريف السائح المحلي والأجنبي بهذه الثروة وهذا التراث الذي يجب أن نعمل جميعا للحفاظ عليه ونقله للأجيال القادمة". وكالات