قصة قصيرة: ليلة قتل امرئ القيس: المبدع مصطفى طاهري
... كئيبا متعبا وصل ليلا إلى هذه المدينة الغريبة ، حيث لافرسان ولا خيام ، إلا البنايات الشاهقة التي تنطح السماء والعربات التي تسير كالبرق... الليل فيها كالنهار ، والناس يسيرون فيها وكأنهم يفرون ... وكان سيفه يتدلى عن يمينه ، وكوفيته تغطي رأسه وكتفيه وفرسه يتبعه .... وأوقفه رجال الشرطة وخاطبوه :بطاقتك يا هذا ... استغرب وقال : لم أفهم ... قالوا : من أنت ؟ قال : أنا صاحب فاطمة ودارة جلجل... قالوا : لم نسمع بهذا من قبل... قال : أنا صاحب : أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل... وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي أغرك مني أن حبك قاتلي... وأنك مهما تأمري القلب يفعل قالوا : ولا هذا ... قال : أنا صاحب وقد أغتدي والطير في وكناتها ...بمنجرد قيد الأوابد هيكل مكر مفر مقبل مدبر معا...كجلمود صخر حطه السيل من عل قالوا : ولا هذا أيضا ... قال أنا صاحب : كدأبك من أم الحويرث قبلها ... و جارتها أم الرباب بمأسل إذا قامتا تضوع المسك منهما ... نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل ففاضت دموع العين مني صبابةً ... على النحر حتى بل دمعي محملي قالوا : لا يهمنا أن تكون صاحب هذا أو ذاك ، قل لنا من أنت أيها الغريب ؟ قال : أنا الملك ، أنا امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار بن معاوية بن... قاطعوه وهم يضحكون ويقهقهون : إذن هيا بنا ، سنخفر جلالتكم إلى القصر ... قال : تستهزؤون يا جهلة ، وأخرج سيفه ، فأطلقوا عليه النار ... وقال كبيرهم : أظن أن ما كان يقوله هذا الإرهابي المعتوه يسمى شعرا ...