نظم نادي الإشعاع للفنون والإبداع في الفترة الممتدة من 29 مارس إلى 3 أبريل أسبوعه الثقافي الأول تحت شعار السينما والمسرح تناغم مع قضايا المجتمع ، وذلك بمركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث. فقد تضمن هذا الأسبوع معارض للكتاب والصناعة التقليدية والسيراميك، بالإضافة إلى تنظيم ورشات وعروض في مواضيع متنوعة، وتصوير برنامج تلفزي بعنوان الهدر المدرسي. ويأتي هذا الأسبوع في سياق النهوض بالحقل السينمائي ببلادنا وخاصة بمنطقة الرشيدية، علما أن النادي السينمائي أصبح اليوم من أهم تجارب العمل الجمعوي في الساحة الوطنية، إذ هو المؤهل الوحيد لتأطير الفعل السينمائي، و إخراجه من مرحلة الوجود بالقوة إلى مرحلة الوجود بالفعل كما جاء في التقرير النهائي للأيام الدراسية التحضيرية للجمع العام للجامعة الوطنية لنوادي السينما بالمغرب. إلا أنه لم يكن ليمر هذا الأسبوع دون تسجيل ملاحظات مهمة أولا : الشعار الكبير جدا من فقرات الأسبوع – السينما والمسرح تناغم مع قضايا المجتمع- إذ تم إدراج بعض المواضيع البعيدة كل البعد عن السينما والمسرح ، في مما لا شك فيه أن كلمة تناغم تعني بالدرجة الأولى قي هذا الباب كيف ينظر المسرح والسينما لقضايا المجتمع؟ لهذا كان من الأولى عرض أفلام تناقش القضايا والمواضيع المسطرة في برنامج الأسبوع، وبعد العرض تتم المناقشة والقراءة الفيلمية، وبذلك تحصل الاستفادة المنشودة على مستويين أساسين وهما الاستفادة من الموضوع والتدرب على التحليل والقراءة الفيلمية . ثانيا : الغياب الواضح لأعمال أبناء الإقليم علما أن من أهداف النادي النهوض بفن المنطقة واكتشاف مواهبها ومبدعيها ، ما عدا فيلم علي بابا الذي لا يسعنا إلا أن نصفق بحرارة لصاحب هذه التجربة الفتية ولكل من ساهم في إنجازها. فقد مر الأسبوع ومع الأسف الشديد دون التطلع على أعمال مخرجين لأبناء منطقة الرشيدية كفيلم مسحوق الشيطان لعز العرب العلوي أحد أبناء هذا الإقليم الشرعيين. فقد تم الاعتماد في الطاقم التقني لهذا الفيلم على عناصر محترفة مشهود لها بخبرة واسعة وطنية ودولية ولها بطائق اعتماد احترافية وسجل من الأفلام السينمائية والدولية والوطنية مما جعله يلقي ترحيبا من لدن النقاد السينمائيين ، وفي نفس الصدد نسجل غياب النقاد السينمائيين والمهتمين بالحقل السينمائي على الصعيد المحلي الذين يمكن لهم إثراء فقرات الأسبوع بمعلومات قيمة. ثالثا : كون البرنامج يتنافى مع أرض الواقع ، حيث تم إلغاء بعض الأنشطة والفقرات وعلى رأسها ورشة كتابة السيناريو والقراءة الفيلمية التي تعتبر من أهم الورشات التي لا يجب إلغاءها مهما كان الحال، لكونها تتماشى مع أهداف النادي وشعار الأسبوع الثقافي هذا من جهة ، ومن جهة ثانية كون القراءة الفيلمية عملية ذهنية تستدعي الاهتمام والتركيز لأن ما من فيلم إلا ويعتبر جامعا لعدد من الحمولات والدلالات كما يقول الناقد السينمائي محمد اشويكة في كتابه "الصورة السينمائية : القراءة والكتابة" لهذا كان من الأحرى أن يستفيد الجميع من هذه الورشة خاصة أعضاء اللجنة المنظمة. وعلى ما يبدو أن ظروف تنظيم هذا الأسبوع التي تزامنت مع العطلة البينية كانت أحد الأسباب في إلغاء بعض الأنشطة كزيارة دار الطالب مثلا، وهي السبب كذلك في ضعف الإقبال على المعارض. فحبذا لو تم تنظيم هذا الأسبوع خلال أيام الدراسة لإشراك الطلبة والتلاميذ والتنسيق مع المؤسسات لتنظيم بعض الأنشطة في فضاءاتها، رابعا: أدى سوء التفاهم بين أعضاء مكتب النادي وأعضاء اللجنة المنظمة الذين يعتبر هذا الأسبوع لدى البعض منهم أول تجربة إلى غياب روح المسؤولية الكاملة مما أدى إلى تنفيذ الأعمال بصورة ارتجالية واضحة ، وعدم التخطيط لها قبل إنجازها بوقت كاف ، حيث كادت الارتجالية أن تعصف بالأمسية الختامية التي تعتبر من أهم فقرات الأسبوع. وفيما يخض هذه الأمسية فقد كانت على العموم في المستوى المطلوب كشفت عن مواهب مسرحية وغنائية تنتظر من يسلط عليها الضوء والأخذ بيدها إلى الأمام كما أن الجميل في هذه الأمسية هو الفضاء الرومانسي، والخشبة التي أبدعتها الأنامل الذهبية لعبد الجبار قرشي ، ثم الحضور الذي كان لا بأس به. وفي الختام تبقى التجربة الأولى لهذا النادي الفتي مبادرة تستحق التشجيع من لدن الغيورين على الحقل السينمائي ببلادنا وخاصة بمنطقتنا التي تشتاق لمثل هذه المبادرات لتروي عطشها في صحراء غض النظر عن الطاقات الإبداعية التي يزخر بها إقليمالرشيدية. عمر حمداوي للبوابة قصر السوق