تمنح منتوجات التمور التي تعد رمزا للخصوبة والرخاء سعادة قصوى لساكنة الواحات والمناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، وذلك لما تمتلكه من مميزات وفوائد على المستوى الصحي. ومما يؤكد ذلك توافد الزوار المغاربة والأجانب بأعداد كبيرة على معرض أرفود للتمور الذي اختتمت فعالياته أمس الاثنين، حيث استغل هؤلاء الزوار وعلى مدى ثلاثة أيام هذه المناسبة لشراء التمور ذات الجودة العالية.
وقد أضحى هذا المنتوج المحلي، الذي يتم الاحتفال به سنويا بمناسبة الموسم التقليدي للتمور الذي ينظمه المركز الجهوي للاستثمار الفلاحي بتعاون مع السلطات الإقليمية، باعتباره رافعة للتنمية، يفرض نفسه بفضل فوائده الصحية المتعددة.
وتظل التمور في كل تشكيلاتها، سواء كمنتوج طبيعي أو متحول، الأكثر غنى بالبوتاسيوم والحديد، كما تعتبر ملينا لطيفا، بالإضافة إلى أنها تشكل مصدرا للألياف، ذلك أن 25 غرام من التمور تمثل ثلاث فواكه تزود بغرامين مما يمثل 5 إلى 8 بالمائة من كمية الألياف التي يستهلكها كل يوم كل شخص بالغ.
ومع تحسن الإنتاجية وجودة حوالي خمسة ملايين شجرة نخيل التي تتوفر عليها المملكة، سيستفيد جزء كبير من الساكنة من التمور، كما أن هناك وظائف متعددة للتمور الجافة والطرية، فالأولى غذاء مهم للعمل العضلي من خلال توفرها على السكريات، في حين أن الثانية تحسن من وظيفة الأمعاء.
وتمتلك التمور بفضل 250 صنف من نخلة خلط (تشكيلة غير مصنفة) بالمغرب، فوائد مؤكدة، فالتمور الجافة غنية بالسكريات ويوصى بها في حالة الريجيم، وتزيد من تسوس الأسنان كما أنها غنية أكثر بالكالسيوم والبوتاسيوم، في حين أن التمور الطرية تحتوي على درجة كبير ة من مضادات الأكسدة وبشكل أساسي السكريات.
كما يمكن للتمور الجافة أن تكون فاكهة مفيدة للرياضيين، لاسيما في حالة قيام شخص ما بمجهود بدني كبير، وهذا ما تؤكده طبيعة المكونات ذلك أن معدل المكونات بالنسبة ل`100 غرام من التمور هي 5ر2 غرام من البروتين و5ر0 غرام من الدهنيات و69 غرام من السكريات.
وترفع بعض المكونات من قيمة التمور، خاصة تشكيلات ذات الجودة العالية من قبيل المجهول وبوفوكوس، وهما الصنفان اللذان ينتظران تأهيلا من قبل "المخطط الأخضر" الجهوي لمكناس-تافيلالت من أجل تحقيق انطلاقة جديدة تتميز بتسويق على أعلى مستوى.
ويبقى التمر الذي يستعمل كمشروب ومحلول في الحليب المغلى أفضل علاج لأمراض الصدر من خلال محاربة التهابات الرئتين والشعب الهوائية، علما بأن هذه المعلومات العلمية تؤدي إلى احتدام المنافسة بين البلدان المنتجة لهذا المنتوج.
وتمثل التمور بفضل مؤهلاتها أساسا لعدة وصفات غنية ومتنوعة للطبخ، ازدهر البعض منها بمنطقة النخيل والبعض الآخر تطور خارج هذه المنطقة، ويتعلق الأمر بكيك التمر ومربى التمر والتمور المحشوة، كما أن جمعية نسائية بأوفوس اكتشفت مؤخرا نوعا من القهوة انطلاقا من نواة التمور وهو منتوج ملائم للأشخاص المصابين بداء السكري.