تشهد العديد من مدن المملكة منذ بداية شهر رمضان، تزايدا كبيرا في عدد المتسولين رجالا كانوا أم أطفالا ونساء وحتى شبابا، يتواجدون في كل نقطة من الشوارع والأزقة خاصة تلك التي تكثر فيها حركة المواطنين دون كلل أو ملل. وما يثير الإنتباه هو استعمالهم لوسائل متعددة من أجل إثارة المارة سواء بالأحياء أو الشوارع والأزقة، يفترشون الأرصفة وجوانب الطرق وبوابات المساجد أو بين محطات نقل المسافرين أو يطرقون على أبواب البيوت قصد توقيف كل من يمر نحوهم للمطالبة بقطع من النقود، الأمر الذي أدى إلى امتعاض واستياء المواطنين، الذين أصبحوا يبدون غضبهم وعدم تقبلهم لهذا التزايد المستمر لعدد المتسولين الذين أضحوا حسب بعضهم مصدر قلق وريبة، خاصة في ظل الغلاء الذي تعرفه جل المواد الغذائية والخدمات الأساسية. وما يزيد من قلق هؤلاء وجود عدد كبير من الفتيات المراهقات أو الشابات اللاتي يتسولن، وهن في كامل زينتهن ، خاصة قرب محطات نقل المسافرين والأسواق الكبرى ،أو في الشوارع الرئيسية ، بحيث يعمدن إلى توقيف بعض المارة. واستنكر العديد من المغاربة الذين التقتهم "الحركة"بكل من الرباط والدار البيضاء، هذا التزايد المستمر للمستولين لاسيما القادمين من القرى والمدن المجاورة ، قائلين إن غزو هذه الفئة لكل الأمكنة الحيوية كالأسواق ومحطات نقل المسافرين والمساجد والأرصفة ومداخل البنوك ومراكز البريد، يضفي مظاهر غير لائقة، خاصة في شهر رمضان الكريم ، ويزعجون المواطنين الذين قد يكونون أقل منهم أي لا يملكون شيئا،لكنهم لا يرضون أن يمدوا أيديهم للصدقة، قائلين إن العديد من هؤلاء المتسولين الذين يتنقلون من مكان لآخر أومن بيت لآخر، يتسولون إما بحجة العلاج وشراء الدواء أو لتسديد فاتورة الكهرباء والماء والغاز، أو لشراء علب الحليب لأبنائهم الرضع وسد جوع عائلاتهم التي قتلها الفقر والعوز، وما إلى ذلك من حجج متنوعة. وأكد بعض المتحدثين،أن العدد من المتسولين الذين يدعون اليتم والفقر من باب الكذب والإفتراء،والحصول على المواطن، بل ويتعدى الأمر بهم إلى المطالبة بمبالغ محددة يفرضونها على الأشخاص غير قابلين بأقل منها، يعيشون في ظروف اجتماعية لا بأس بها، غير أن ظاهرة التسول تسري في عروقهم. كما أن هناك من المتسولين حسب المصدر ذاته من ينتقل من مدينة إلى أخرى قصد التسول فيها بعيدا عن أنظار أهله وذويه ومعارفه، مؤكدين أنه خلال العديد من المرات تكشف ظاهرة تسول نساء ورجال وشيوخ وأطفال وحتى شباب في مدن وقرى غير تلك التي يتحدرون منها، مدعين الإعاقة أو المرض، وغيرها من الوسائل الكثيرة التي أتقنها هؤلاء من أجل الحصول على المال.