أشعر بطاقة سلبية هائلة ..”لا شيء يعجبني” لا المسافر في الباص، ولا المسافر في الفنطوم ، ولا المسافر في الذات ! لا الجالسون في كراسي المسؤولية عن هذه الكآبة! ولا الجالسون في المقاهى ناشرين فوقياتهم على المِلك العام ، لمناقشة مستجدات الإنستاغرام ..”لا شيء يعجبني ” وأريد ان أنضم بكل حماس الى هذه الجوقة اليائسة ، التي صادقت بالإجماع على أن البلاد قد ذهبت في “الكلام السيء “!!!! أريد أن أنضم الى المنادين بالهربة من هذا البلد، رغم أنني لم أطرد صحبة أسرتي هذا الأسبوع من أي برّاكة في ربوع هذا الوطن المحارب للصفيح، ولم اشاهد بناتي ينتحبن بسبب النوم فالعراء وهن يلتخفن “الويفي ” .. أريد أن أهرب رغم أنني أتوفر سكن و سمارتفون بالغ الذكاء، وعلى اشتراك رياضي في صالة “معفونة” لحمل الأثقال!! ورغم أنني أستطيع الإفطار ب “لازانية بولونيز ” بداية الشهر في أحسن مقاهي طنجة .. أريد فعلا أن أنظم الى جماهير المسحوقين من بؤساء مواقع التواصل الاجتماعي .. أريد أن أهرب وألتحق بالسيد ” ولد العبد” والأستاذة “هربتوه ليا” والآنسة “فرفرتيني ” والزميل “بوالركابي ” اريد أنا أصبح يائسا من البلاد بشكل قطعي و لأسباب كثيرة منها ضعف القصيدة و ” رحلة اليتيم مع صاحبته دون أخيه ..” و اختفاء تدوينات إلياس ، ومينوبزِ الاوستاذ بن كيران، وتراجع نتائج المدريد والبارصا هذا الموسم ..و “خروج ماء العايناين” لشراء “الزهور ” لبودلير !!! لا شيء يعجبني وربما أريد أن أنتحر بسبب رحيل لوراندو الى اليوفي ، أوتكاثر “عقود” النكاح داخل الحركات الإسلامية ..!! وقد أفكر لا قدر الله في قتل نفسي بسبب تدوينة “خوارزمية” لحنان رحاب !! أو تصريح دامع لخالة أحد المتهمين بشرملة خمسين مواطنا بسكين لتقشير الخضار ، أو ربما بسبب حوار يهدد فيه نبيل بن عبد الله ، بمغادرة بيت الزوجية للمرة السابعة والأربعين هجرية .. لا شيء يعجبني لكنني لن أقطع الياس منك يا وطني أبدا ، لن اقطع الياس مدام فيك رجال حقيقيون ..رجال صدقوا ما عاهدوك عليه وقرروا ألا يغادروك أبدا إلا إذا كانت الحركة فابور !!