كلام كثير يروج خلال هذه الأيام حول ردود فعل المهاجرين المقيمين في أوربا الذين يتهمونهم بأنهم ينقلون صورة مغلوطة عن وضعيتهم الإجتماعية و محيط عيشهم في قارة يدعون أن الحياة فيها قاسية و صعبة و ” ما بقى فيها والو ” !! كاين جوج نقيطات تقدر تفسر واحد اللبس كبير ينتج عن اختلاف الإنطباعات بين المغربي اللي عايش فبلادو و المغربي اللي عايش في إحدى بلدان أوربا : المغربي اللي من الطبقة الغنية و لا المتوسطة و اللي كتسمحلو الإمكانيات ديالو باش يطلب فيزا شنغن و يمشي يدوز العطلة في إحدى بلدان أوربا .. غادي يرجع منبهر بالنظام و النقاوة و التجهيزات و الخدمات و أخلاق الناس .. و غادي تبقى تبانلو أن الجنة مقرها من الخزيرات لفوق .. لأن الحكومات تما كتوفر للمواطنين كامل الحقوق و الخدمات و العدل .. و أن المغاربة فأوربا مفيكين و عندوم حظ كبير أنهم استقروا هنا . لكن المغربي اللي كيمشي لأوربا بنية الهجرة و الإستقرار .. كيوجد نفسو مطالب أنه يشمر على دراعو و يطلع الصباط باش يواجه إيقاع حياة مرتفع و وتيرة إنتاج مجتمعية لا ترحم .. و كيولي المهاجر مطالب كمواطن أنه يخلص النصييب ديالو في إقامة هذه ” الرفاهية ” و العيش الكريم و الخدمات الإجتماعية عبر آداء الضرائب و الإقتطاعات الكبيرة من راتبه لصالح صناديق الضمان الإجتماعي .. و بالتالي عليه باش ينسى راسو فالخدمة مع أوقات قليلة للراحة ، و مع مرور الوقت كيتحول الإنسان إلى ماكينة ما عندهاش ” بو الوقت ” للتمتع ب ” الرفاهية ” اللي كيساهم فيها و كيفقد الإحساس بقيمة التحول الإجتماعي اللي دارو بين البلاد و أوربا .. و هنا كيبقى يبان للخوت المهاجرين أن ” الخاريج ما بقا فيه والو ” و أن الحياة صعيبة و أحيانا كيبدا يشوف أن المغرب جنة و كيستغرب كيفاش أن المغاربة كيخاطروا بحياتهم باش يهربو منو !!