ما الذي جعل بعض الجمعيات حقوقية أو تنموية أو اجتماعية تقوم بوقفات احتجاجية و إصدار بيانات تنديدية لمجرد أن المجلس الجماعي قام بتشذيب الأشجار بساحة السويقة خلال فترة تدبير العدالة و التنمية لشؤون المدينة؟ نفس التساؤل يطرح حول قيام البعض بصياغة مقالات و بيانات حين أقدمت مندوبية الشؤون الإسلامية على اجتثات أشجار النخيل بمسجد سيدي يعقوب و اتهام المجلس البلدي بأنه وراء ذلك مع العلم أنه لا دخل له من قريب أو من بعيد في تدبير المجال الديني. أين اختبأت تلك الجمعيات و أين لجأ أولئك السياسيون و ما مصير الإعلاميين الذين كانوا موضوعين رهن الإشارة أصحاب الحال لاتهام المجلس الجماعي السابق باي حدث وقع داخل المدينة ؟ أستحضر هذه الوقائع و أنا أتابع منذ ثلاثة أيام ردود فعل هؤلاء حول واقعة انقطاع الماء الشروب عن مدينة القصر الكبير في هذه الأيام المباركة، و هذا الأمر لم يحدث منذ أزيد من عشرين سنة على الأقل ، و لم تعرف الساكنة مثله في عموم الأيام و بالأحرى في هذه الأيام المباركة التي تتخذ خلالها كافة التدابير قصد مرور هذا اليوم المبارك في ظروف جيدة. أستغرب هذا السلوك الانتهازي حيال قضايا المواطنين و كيفية التعامل معها. أستحضر كل هذا الأمر أمام صمت هؤلاء و تواطؤهم و خرس المسؤولين و دفن رؤوسهم في الرمال كأن شيئا لم يقع. أسئلة كثيرة تطرح عن هذا التغيير في متابعة الشان المحلي من خلال التركيز على قضايا بسيطة في السابق و تضخيمها، و غض الطرف عن الفساد المستشري في دواليب تدبير شؤون هذه المدينة في قطاعات شتى.