الكاتب كيفما كان مستواه الإبداعي هو من ينحاز طوعا إلى هموم الشعب وانشغالاته وانتظاراته ، يسخر قلمه لذلك ، غير منزو لفئة دون فئة ، أو طيف دون طيف ، الكاتب كائن حر منفتح على العالم والإنسانية ، غير مدين بولاء ولا معترف بضغط حتى يتسنى له التعبير عما يعيشه ويراه بكامل الحرية والمسؤولية والموضوعية ، الكاتب إنسان ولد بين أحضان الشعب فوجب أن يبقى وفيا له وأن لا يشب عن الطوق بمجرد ما يلمع نجمه ويذاع صيته ، الكاتب يضع تبليغ مايريد نصب عينيه كهدف أسمى ولذلك يكون همه الأول اللغة التي بها سيتواصل ، بسيطة جدا إذا كانت ستوفي بالغرض ، دارجة عامية إذا كانت ستؤتي أكلها ، بالعربية الفصحى بالإنجليزية باليابانية بإشارات الصم والبكم ، هذا هو الكاتب الذي يرى نجاحه في تبليغ مايريد ، وليس الذي يرى نجاحه في عدد التكريمات وشهادات التقدير وبلاطووات البرامج والجرائد والمجلات وعدد الجيمات والتعليقات في العالم الإفتراضي . دعوا التوهج والنجومية لللاعبين والسياسيين ، دعوا الأضواء لمصممي الأزياء والموضة ، أما أنتم – معشر الكتاب – فقضيتكم أعمق وأكبر وأجل . لست مخولا لإعطاء الدروس ، ولا أتجدر على أحد ، لكن أعبر عن ما أراه صوابا وأريد العيش عليه .