"الوضع الصحي بالمدينة .. الواقع وانتظارات الساكنة" موضوع أطر المائدة المستديرة المنظمة من طرف جمعية أمومة لمحاربة داء سرطان الثدي والرحم بالقصر الكبير، بالمركز الثقافي البلدي ابتداء من الساعة الرابعة من يوم الخميس 22 مارس الجاري، بمشاركة متدخلين ينتمون للهيأة المنتخبة والنسيج الجمعوي والطبي والإعلامي. السيدة سعاد برحمة رئيسة الجمعية المنظمة افتتحت اللقاء بكلمة ترحيبية ذكرت من خلالها بالوضع الصحي المقلق الذي تعيشه المدينة وبضرورة توحيد الجهود وتكثيفها من طرف كافة الفعاليات في أفق ترافع جمعوي فاعل لصالح الصحة بالمدينة ، وما لقاء اليوم سوى فرصة لبلورة المواقف ، لتشكر بعد ذلك كافة الذين لبوا دعوة الجمعية من مشاركين ومتابعين وفي مقدمتهم رئيس المجلس البلدي. الحاضرون عبروا عن الامتعاظ الشديد من سياسة الكرسي الفارغ التي نهجها مندوب وزارة الصحة العمومية بإقليم العرائش بعدم تلبيته دعوة الجمعية المنظمة لمناقشة الوضع الصحي بالمدينة ، واعتبروا ذلك تنصلا من المسؤولية. نفس الموقف سلكته ودادية الأطباء بالمدينة بالرغم من توصلها بالدعوة!!! المداخلة الاولى كانت لرئيس المجلس البلدي في موضوع " حفظ الصحة العامة ودور المجلس" ومن خلالها تحدث عن أهمية العناية بصحة المواطن وكون دستور 2011 منح صلاحيات واسعة للتدخل في إطار الرؤية التشاركية، مع إطلاعه الحاضرين بقرب توزيع عتاد طبي يشمل المستشفى المحلي وبعض المراكز الطبية بالعالم القروي ، ثم إشارته لأهمية افتتاح المستشفى الجديد والذي سيسمح بتحول ملحوظ على مستوى الخدمات الصحية المرتقبة بالمدينة. الأستاذة أمينة بنونة كفاعلة جمعوية وإعلامية تطرقت في مداخلتها المعنونة ب " المرأة والصحة بالمدينة" للوضع الصحي المقلق على الصعيد الوطني بالرغم من البلاغات والخطابات الرسمية المخالفة للواقع، مع تعديدها للنقائص الصحية محليا كالحالة التي يتواجد عليها جناح الولادة وظروف العمل السيئة للعاملين ، والحاجة إلى العتاد الطبي المناسب ، واهمية العناية بالصحة الانجابية وصحة الام والطفل لخصوصيتها البيولوجية والثقافية،معتبرة التمكين والمساواة مسألة ضرورية لادماج النساء في المجتمع والارتقاء بأوضاعهن الاجتماعية والقانونية .وفي نفس الإطار تدخلت الأستاذة بشرى الأشهب مديرة المركز الثقافي البلدي لمدينة القصر الكبير متحدثة عن الخصاص المهول الذي يعرفه القطاع الصحي على مستوى نقص التجهيزات ، والموارد البشرية وانعكاس ذلك على صحة المواطن وتحديدا الام والطفل واللذان يحتاجان لرعاية خاصة مع تطرقها لاحتياجات مرضى الأمراض المزمنة. الأستاذة الأشهب في الجزء الاخير من تدخلها تحدثت عن معاناة مرافقة مريض انطلاقا من تجربة خاصة، مع الختم بتقديم توجيهات وتوصيات للمرأة تخص السلامة الصحية، البدنية, والنفسية. المداخلة الثالثة تمحورت حول" الاكتفاء العددي وجودة الخدمات" وعبرها تطرق الاستاذ عبد الرحمان العلمي كفاعل جمعوي لغياب الإرادة السياسية لدى مسؤولي قطاع الصحة ، وغياب أفق إصلاحي محلي ارتباطا بالقطاع ، مع تقديمه لمعطيات إحصائية توضح الخصاص الحاصل على مستوى التجهيزات والعنصر البشري وبنية الاستقبال وتوزيع المراكز الصحية، وغياب الضمير المهني لدى كثير من العاملين بالقطاع، مع إشادته ببعض الاستثناءات لمهنيين يخلصون في مهامهم. الاستاذ العلمي شخص الوضعية الصحية بالمدينة على مستويات الاستقبال، التنظيم، الخدمات, ليخلص إلى وجود ‘ وضعية مزرية جدا " السيد علي مرسول من منطلق مسؤوليته الجمعوية كرئيس لجمعية الدفاع عن حقوق المريض عدد في مداخلته مختلف أوجه العجز والخصاص على مستوى التواصل ، المعدات الطبية ، تغيب الأطباء ، ارتفاع اثمنة الخدمات بالمستشفى المحلي، سوء المعاملة . الدكتور إدريس العسري عنون مداخلته ب " دور المجتمع المدني في النهوض بالصحة" وفيها قدم توصيفا لمفهوم المجتمع المدني الذي أحدث تحولات في عمق الثقافة الإنسانية باعتباره سلطة مستقلة عن القطاعات الحكومية وعين عليها، وكون دستور 2011 مكنه من المشاركة والتشارك خاصة في مادته 13، حتى يتمكن من الترافع عن المواطن . الدكتور العسري أشار لمجال تدخل المجتمع المدني وطنيا ودوليا لينتقل إلى تشخيص الحالة الصحية المحلية ومقارنة مؤشراتها الرقمية المتدنية مقارنة مع المؤشرات الوطنية ،الى جانب إبراز التفاوت الحاصل بين الجهات والاقاليم على مستوى الخدمات الصحية. وخلص الدكتور العسري الى تقديم توصيات هامة تدعو إلى تموقع الجمعيات المحلية في المنظومة الصحية ، وتحديد الاستراتيجيات والمواقف لديها ، والبحث عن وسائل مبتكرة وجديدة حتى لا يتم السقوط في التكرار ، والبحث عن شراكات وفتح حوار مع المسؤولين ، ثم الدعوة لفتح تحقيق نزيه في حالات الفساد. الاعلامي محمد كماشين شارك بمداخلة :" الإعلام والصحة" بحيث وضح مفهوم الإعلام والفرق بينه وبين التواصل ، وقدرة الانترنيت على فتح مجالات تدخل ممكنة بمقدورها تناول موضوعات اجتماعية وسياسية مختلفة ،مع تطرقه للإعلام الصحي أهدافه وتمظهراته، ثم ختم بتقديم نتائج دراسة ميدانية مست بعض الصحف الوطنية وتناولها للقضايا الصحية ، وسحب نتائج هذه الدراسة على الإعلام المحلي... مداخلة الاستاذ رشيد الصبار كفاعل جمعوي تناول من خلالها أهمية تحلي المجتمع المدني بالديناميةو الاستفادة من كافة الفرص لتقوية حظوظه في التواجد الإيجابي على الأصعدة الإقليمية والجهوية والوطنية مستفيدا من الفرص التي منحها له دستور 2011 ، وعن الوضع الصحي المحلي لم يخف الصبار ضجره من الوضعية التي يتواجد عليها داعيا إلى تبني خطة موحدة للترافع من أجل مصالح الساكنة وحاجتها لخدمات في مستوى تطلعاتها كما عبر عن استعداد المجلس لتبني كافة المطالب والعرائض المستوفية للشروط القانونية ومن تم ادراجها في دورات المجلس. باقي المداخلات كانت للإطار الصحي مصطفى البرمكي الذي تناول دور المكتب الصحي البلدي في الحفاظ على صحة المواطن وضرورة تطوير ادائه، ومصلحة مستودع الأموات ، والحصيلة المخجلة لما خصصته الوزارة للإقليم من الموارد البشرية 2017( طبيب 1 وممرض 1), وضرورة توسيع العرض الصحي خاصة بأولاد احميد وبلاد الصرصري ، وتجهيز المركز المرجعي لمرضى السرطان، واحداث مركز لمرضى الأمراض المزمنة، واخر لمستهلكي ومدمني المخدرات والأمراض النفسية ، والزيادة في حجم الميزانية المخصصة للاقليم صحيا، ثم العناية بمرضى العالم القروي،ثم مداخلات السيد لبيب مساعدي كاطار جمعوي في حديثه عن الوضع الصحي المحلي لم يجد حرجا في وصف العاملين فيه بغياب الإنسانية لديهم ، داعيا الجمعيات الى التخصص المجالي والتشبيك ، واستفادة مراكز التربية والتكوين والمتعددة التخصصات من زيارة وخدمات وزارة الصحة العمومية على غرار الصحة المدرسبة الاستاذ محمد الناصري ندد بالوضع الصحي وتمظهراته السيئة أما الاستاذة نبيهة السوسي فقد استعرضت تجربتها الخاصة في مصاحبة مريض وما رافق ذلك من معيقات