بمزيد من الحزن والأسى، تلقت الجمعية نبأ وفاة أحد أعضائها مكتبها الإداري المرحوم عبد الرحمان الروسي الحسني. الذي وافاه الأجل المحتوم بالعرائش يوم السبت 24 فبراير من سنة 2018، حيث تمت صلاة الجنازة على روحه الطاهلرة بعد صلاة العصر بمسجد التشاد بالعرائش، وتم دفنه بزاوية الأسرة بالقصر الكبير من نفس اليوم. ولد الفقيد بحومة الهري الفوقي من حي الشريعة بالقصر الكبير سنة 1928، درس بكتاب زاوية الأسرة، ثم انتقل سنة 1938 إلى المدرسة القرآنية، ليلتحق بعدها بالمعهد الديني بالجامع الأعظم سنة 1945حيث درس على عدة شيوخ. اشتغل في ميدان التعليم في كل من الحسيمةوالعرائش التي قضى بها الردح الأكبير من عمره. كانت للفقيد مساهمات وطنية إلى جانب نخبة من رجالات المدينة، فقد كان عضوا في حركة وطنية سرية بالمدينة، اورد الاستاذ محمد العربي العسري ما ذكره عنها في كتابه أقلام ج2. تفرد الفقيد بهواية الخط، الشيء الذي أهله للنجاح في مباراة الخط المغربي، حيث احيل ملفه على مؤرخ المملكة عبد الوهاب بنمنصور لتوظيفه في الخزانة الملكية. له مذكرة هامة تبرز اهتماماته الثقافية والتاريخية والفنية، ويعتبر بحق ذاكرة محلية ووطنية زاخرة بالمعلومات الدقيقة والمرويات الطريفة. وقد اطلعنا على تلك المذكرة التي تحدث فيها عن النشاط الاقتصادي بالمدينة، واصفا فيها الأسواق، والفنادق، والقيسرية، ومختلف الصنائع والحرف، والمقابر، والافران والحمامات، والساحات التي كانت تعرض فيها مختلف القصص والأزجال والحكايات والألعاب المقدمة طرف الأفراد والفرق التراثية. كما تحدث عن معمار المدينة فذكر من تضمه من دور وقصور. وهو بهذه الصفة، كان رحمه الله يعد مرجعا لا ينضب معينه في تاريخ وتراث الأسر القصرية والأسر المجاورة للمدينة، تسعفه ذاكرة قوية بقيت متقدة إلى أواخر حياته. كما كان للفقيد باع طويل في الميدان الصوفي، وكيف لا يكون كذلك، وهو ابن المربي الصوفي شيخ الطريقة الصوفية الشاذلية الدرقاوية الروسية سيدي عبد الله بن سيدي الحاج المفضل الروسي الحسني. هذه الزاوية التي كان لها وما زال إشعاع روحي في مديني القصر الكبير ومدينة العرائش، وفي العديد من المدن المغربية الأخرى. كان يحفظ العديد من الأذكار والمتون والأوراد الخاصة بالزاوية الروسية، وبالزوايا الأخرى. وله إلمام واسع بالطبوع الموسيقية الأندلسية المغربية، وبالإنشاد الديني. كان رحم الله يحظى بتقدير واحترام كل من عاشره وجالسه، نظرا لما اتسم به من أخلاق حسنة، وشمائل حميدة. ورحيله لا يعتبر خسارة لأسرته الصغيرة فحسب، بل هو خسارة للجمعية ولمدينته. وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم كافة أعضاء الجمعية بتعازيهم الحارة لبناته وأخيه، وأبناء إخوانه وأخواته، ووكل أقاربه من آل الكشوري، والجباري، واليعقوبي، والمحمدي، والطود، وباقي أصهار وأقارب الفقيد. وكافة الأسرة التعليمية. طالبين من الله عز وجل للفقيد المغفرة والرضوان، ولأسرته الكريمة الصبر والسلوان. ((الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)).البقرة 156. صدق الله العظيم. رئيس الجمعية ج. محمد اخريف