ما وقع مؤشر سوسيو اقتصادي وحضاري يفوق النسب والأرقام. ما وقع نتاج لسياسة جعلت من المغاربة يعيشون في قاعة انتظار للإحسان بدل أن يكونوا مواطنين منخرطين في عجلة الإنتاج .ما وقع يجعلنا نخجل أن ننظر للسماء لمعرفة مصير القمر الإصطناعي الذي انضاف إلى نكباتنا في ترقيع الفقر وطمس معالم العوز والأمية. أي سياسة هذه التي جعلت منا شعبا متسولا بدلا أن نكون مواطنين منتجين؟كيف يمكن لنساء أن يتدافعن من أجل قفة لا تتجاوز قيمتها 200 درهم يبيتون من أجلها ليلة كاملة في العراء ويدفعون حياتهم قربانا لها؟ الجوع كافر يجيبني صوت بداخلي . هل المغرب يعيش مجاعة ؟ سؤال يلازمني مع اقتراب كل مناسبة وخروجي للسوق وملاحظة ما يجري . تدافع لا ينتهي من أجل اقتناء كل شيء كأن القيامة ستقوم يوم العيد وسينقطع الزاد والعتاد. أرجع دوما هذا لتاريخ المجاعات التي عرفه البلد والذي بقي مترسخا في اللاوعي الجمعي ويطفو في كل فرصة وأقوى دليل على تاريخ المجاعات المتجدر هو الإفراط في استعراض الأكل في المناسبات والهرع للموائد ونقل أكبر قدر من المأكولات في حالة السيلف سيرفيس .هدا بالنسبة للطبقات التي تجاوزت عتبة الجوع ولا مبرر لتهافتها على الالتهام ،ماذا يمكن أن يفعل من لا دخل له ولا مورد؟ ما مصير عشرات الأسر التي لا تعيش فقط تحت عتبة الفقر بل حفرت كهوفا ومغارات تحت هذه العتبة ؟ كيف يمكن للطبقات المسحوقة أن تستجيب لمتطلبات الحياة في ظل الغلا الفاحش الذي أصبحنا ننعم فيه حين يتعذر الأمر على الطبقة المتوسطة؟ أسئلى كثيرة تتزاحم برأسي دون أن أجد لها إجابات شافية. واقعة اليوم إدانة لنا جميعا ،وصمة عار على جبيننا جميعا، اتهام لنا جميعا ، .. نحن من نصفق للصواريخ والأقمار الاصطناعية.. نحن من ننتظر انطلاقTGV.