حضرت بالعرائش اللقاء الذي نظمه المجلس الإقليمي بتعاون مع الفضاء الجمعوي حول الحق في تقديم العرائض يوم السبت المنصرم، وأثناء عودتي ركب معي بسيارتي الشاب البقالي من دوار الغراف أحد نواب رئيس جماعة أبي جديان. وفي طريقنا تبادلنا أطراف الحديث حول وضعية التعليم، وحال النقل المدرسي بجماعة أبي جديان، وعن مبلغ المساهمة التي يساهم بها الآباء مقابل استفادة أبنائهم من خدمات النقل المدرسي؟ فأخبرني أن الآباء كانوا يدفعون 30 درهما للتلميذ، أما إذا كان للأب طفلين فيدفع مقابل نقلهما 50 درهما، أي يتم تخفيض 5 دراهم للتلميذ. وكم كانت مفاجأتي حين أخبرني أن هذه المساهمة كانت في السابق أما اليوم فالتلاميذ والتلميذات ينقلون بالمجان، بعد أن صادق المجلس الجماعي في آخر دورة له مؤخرا على مجانية النقل المدرسي. فقلت في نفسي ما أقدم عليه هذا المجلس القروي يعتبر خطوة تستحق التقدير والاحترام لكونه اختار الاستثمار في التعليم وتخفيف العبء عن الآباء، وتشجيع التمدرس بتراب الجماعة. وأضاف مرافقي الشريف البقالي أن هذا العمل الذي أقدم عليه مجلس أبي جديان جعل الآباء يسارعون إلى دفع أبنائهم للالتحاق بالتعليم. إلى هنا تذكرت حظ جماعتي المسكينة جماعة سوق الطلبة، وأحسست بالخجل و أنا أسترجع تلك المعاناة التي يعانيه الآباء مع مشكلة النقل المدرسي بجماعة سوق الطلبة، لا من حيث الثمن الذي يصل إلى 70 درهما للتلميذ شهريا، ولا من حيث عدد الرحلات اليومية، ففي الغالب تكون مرة واحدة في الصباح الباكر ليعود التلاميذ ليلا ، منهمكين متعبين فيتخلصوا من ثقل الأدوات المدرسية، ويأكلوا بعض اللقيمات ويناموا ليستطيعوا النهوض على الساعة السادسة صباحا لأخذ النقل المدرسي حتى وإن كانت فترة دراستهم بعد الزوال، فتصوروا معي كيف سيكون مستوى هذا التلميذ الذي يكون هذا هو برنامجه اليومي. فطرحت على نفسي سؤالا لماذا لا يبادر منتخبو جماعة سوق الطلبة ويسلكوا النهج الذي سار عليه مستشارو جماعة أبي جديان؟ أم أن آخر ما يفكر فيه هو مصلحة التلميذ والتلميذة بهذه الجماعة التي تفتقد إلى أدنى شروط التنمية؟ أليس من حق تلاميذ جماعتنا أن يستفيدوا من النقل المدرسي بالمجان وتتحمل الجماعة مصاريف المحروقات كما فعلت جماعة أبي جديان؟ و يأتيني الجواب من الداخل، دع عنك هذه التساؤلات والهموم و اعلم أن من بين منتخبي الجماعة أعضاء تهمهم مصلحة أبنائها، وهي شغلهم الشاغل، يفكرون فيها ليل نهار. وها أنا أناشد من خلال هذا المنبر كل من له غيرة على تمدرس أبنائنا وبناتنا بأن يتقدموا لرئاسة المجلس بعقد دورة استثنائية لمناقشة مجانية النقل المدرسي، لأن مثل هذا الإجراء سيساهم من تقليص نسبة الهدر المدرسي، ويعمل على تشجيع التمدرس بين أبناء هذه الجماعة التي تعرف ارتفاع نسبة الأمية مقارنة بباقي الجماعات بالإقليم، كما ألتمس منهم أن يناقشوا قضية عدد الرحلات اليومية التي يجب أن يقوم بها النقل المدرسي للتخفيف من معاناة التلاميذ والتلميذات، فلا يعقل أن حصة الدراسة تكون في المساء، ورغم ذلك يضطر التلميذ لمغادرة المنزل على الساعة السادسة أو السابعة صباحا. ويعود على الساعة الثامنة ليلا، اللهم هذا منكر . وحسب ما أخبرني به بعض العارفين بكناش تحملات النقل المدرسي المجاني التابع للجهة فإن المسافة التي يجب أن يقطعها كل نقل هي 100 كيلوميتر يوميا، وإذا ما أخذنا أبعد نقطة بالجماعة عن المدرسة فإنها لا تتجاوز 15 كيلومترا، ولقطع 100 كيلومتر المطلوبة فعدد الرحلات يجب أن يكون ثلاث رحلات في الذهاب وثلاث في العودة يوميا، مما سيخفف من بعض المعاناة وضياع وقت التلميذ. أما النقل المدرسي الذي يساهم الآباء بمبلغ 70 درهما فيجب أن تكون عدد الرحلات التي يقوم بها أكثر. اتقوا الله في تلاميذنا وتلميذاتنا بجماعة سوق الطلبة أيها المنتخبون، وليتحرك كل من موقعه للتخفيف من معاناتهم اليومية ومعاناة آبائهم وأمهاتهم، وذلك من خلال تحقيق مجانية النقل المدرسي والزيادة من عدد الرحلات لكل نقل.