السيد عامل صاحب الجلالة؛ سلام تام بوجود مولانا المنصور بالله؛ وبعد، اسمحو لي بداية أن أخاطبكم بعفوية وتلقائية بعيدا عن أية بلاغة في القول أو محسنات في التعبير لأن الموقف صعب والخطب جلل. فكما لا يخفى عليكم، فالأمن والأمان هي غريزة إنسانية وجدت منذ الأزل، وهي غاية منشودة من قبل كل فرد في المجتمع طفلا كان أو كهلا، شابا أو شيخا، رجلا كان أو امرأة. فبوجود الأمن والأمان تمطئن النفوس والأفئدة وبزوالها يسود القلق والاضطراب. السيد عامل صاحب الجلالة؛ إنكم ممثل أمير المؤمنين، حامي حمى الملة والدين، صاحب الجلالة محمد السادس أدام الله عزه ونصر أمره، إئتمنكم جلالة الملك على هذا الإقليم وهذه المدينة، مدينة القصر الكبير، ونحن نقدر عاليا هذه الثقة المولوية، كما نعتز بمجهوداتكم وتفقدكم لأحوال المدينة وأهلها، ولا نبخس كل ما قمتم به لأجل هاته المدينة العريقة بإرثها وتراثها. سيدي عامل صاحب الجلالة؛ لقد تعرض أحد رعايا أمير المؤمنين فجر يومه السبت 21 أكتوبر 2017 بباب مسجد القدس الكائن بتجزئة أطاع الله لاعتداء شنيع من قبل عصابة مدججة بالسلاح الأبيض، قامت بطعنه حتى كاد يسلم الروح لبارئها، وهو في هذه اللحظات بين الحياة والموت بعد تدخل جراحي عاجل لم يوقف نزيف دمه الذي أريق غدرا. هذا الشيخ المسن واسمه "الحاج النالي"، رجل مسالم يعرفه سكان الحي قاطبة، فهو متطوع في سبيل الله منذ سنوات خلت لفتح باب المسجد المذكور فجر كل يوم في وجه المصلين، ولم يكن يحمل معه من متاع أو مال لحظة تعرضه للاعتداء الآثم سوى أجر وثواب من تعلق قلبه بالمساجد. السيد عامل صاحب الجلالة؛ إن هذا اللا أمن إن هو تفاقم – لا قدر الله- حتى لا يعود المرئ بمقدوره أن يخرج من بيته فجرا لأداء فريضة الصلاة، فساعتها نكون قد وصلنا إلى حالة الإفلاس الروحي، ولا أجد توصيفا أدق لهذه الحالة من وصف درجة الحضيض. فالأمن الروحي والديني هو ركيزة الركائز لدى إمارة المؤمنين التي نعتز ونفتخر بها أمام العالم بأسره. وأنتم بحكم أنكم تمثلون صاحب الجلالة في الإقليم، ندعوكم بكل الاحترام والتقدير أن تتدخلوا بما يخوله لكم القانون للضرب على أيدي كل من يعبث بأمن وسلامة المواطنين في هذه الربوع من مملكتنا الغالية. كما ندعوكم لإنصاف المعتدى عليه "الحاج النالي" وأسرته التي تعاني معه في هذه المأساة، بتيسير حقه في العلاج والتطبيب. وختاما، نطالبكم بأن تتدخوا لتوفير الأمن والسلامة في الأرواح والممتلكات بمدينة القصر الكبير، بأن تضاعفوا الموارد البشرية في الأمن، وتتكثف الدوريات الأمنية، لتغدو هذه المدينة آمنة مطمئنة لسكانها وزائرينا. وتقبلو سيدي عامل صاحب الجلالة كامل التقدير والاحترام. والسلام.