الموروث الثقافي وجه من أوجه الحضارة الإنسانية عامة ، والمحلية خاصة ، وإلى ذلك التراث بشقيه المادي واللامادي ، ومنه الموسيقى والغناء وما يرافقهما من طقوس خاصة ….ولعل التراث الجبلي المغربي وجه من هذه الأوجه التي لا يمكن القفز عنها ، ولا تجاوزها ، لحضورها القوي في الذاكرة ، وارتباطها بعادات وتقاليد تحيل على موروث معين ، كظاهرة " باجلود" كل من تعرف على التراث الجبلي لمنطقة تطفت إلا وله معرفة بوجه فني مألوف، اسمه غني عن التعريف، إنه محمد الحاتمي من مواليد 1953 بدشر وطاح ، جماعة بوجديان ، انبثق الإعجاب عنده ب " باجلود" عبر ما كانت تقوم به نسوة المنطقة بجمع جلود الأضاحي ، وجعلها لباسا خاصا لشبان المنطقة ، حيث يقوم الواحد منهم بتأدية رقصات وطقوس معينة . محمد الحاتمي / باجلود وهو في سن السابع عشرة افتتن بهذا الفن ، وترسخت في ذهنه تلك الأسطورة التي تحكي كون أحد الرعاة وهو يعزف على ناي من فوق صخرة ، صادف جنيا بلباس جلدي وهو يرقص على نغمات الراعي الذي حكى لقبيلته ما وقع …ومنذ تلك اللحظة صنع الراعي لنفسه لباسا من جلد الماعز ، يلبس في مناسبات الفرح كتقليد توارثته الأجيال. المسار الفني لمحمد الحاتمي انطلق مع ابن خالته الفنان العالمي ابن المنطقة البشير العطار، الذي فتح أمامه بوابة العرض بأوروبا في ثمانينيات القرن الماضي ، ومن تم زيارات فنية للديار الأمريكية حيث زار 19 ولاية أمريكية اضطلع من خلالها الجمهور الأمريكي على فنون منطقة زهجوكة من فن الغيطة ومراسيمها الخاصة من غناء ورقص ومنه ما يعرف ب " باجلود" الفنان محمد الحاتمي وفي إطار استقلاليته الفنية ، فكر في فك الارتباط مع مكتشفه البشير العطار، وبناء شخصية خاصة به ولأجل ذلك قدم عروضا خاصة به بمختلف المدن المغربية ضمن حفلات وسهرات نالت الإعجاب ، وهو الآن يعد ويهيئ لزيارة فنية لليابان في الثالث من نوفمبر وذلك بمناسبة اليوم الوطني للثقافة بدولة اليابان . فناننا وقد وقف على عتبة الرابعة والستين ربيعا ، لا محالة وقد يستكين للراحة ، فهل فكر في الخلف وهو الأب لثلاثة أبناء ؟؟ لا أحد منهم فكر أن يغامر ….ليبقى السؤال مشرعا عن من يحمل مشعل بعض الفنون والموروثات الآخذة في الاندثار؟؟؟؟؟