: هشام الرزيقي ياسين بن عدي يصعب أحيانا توصيف بعض الحالات الإنسانية التي نصادفها هنا وهناك ، نظرا لصعوبة المواقف الصادمة التي تحيلنا على تحسس إنسانيتنا ، والبحث عن الكامن فينا : الإنساني… الوجداني ….. ونحن نطرق إحدى الأبواب ، وتحديدا بدرب بوهاني / المجولين، تطل علينا طفلة يافعة وعلى محياها تقاسيم قسوة الزمن ، تجعلك تتألم وأنت تنظر لوجهها الطفولي: – أين الام؟ – غادرت المنزل للصيدلية بحثا عن دواء لأخي الصغير… انتظروها ستأتي حالا. وسارعت الطفلة إلى الخارج ، تبحث عن الأم التي لم يطل الوقت حتى بادرتنا بوصولها. – تفضلوا مرحبا بكم. ولجنا المنزل البسيط في كل شيء ، وطلبت منا هذه السيدة الصعود الى سطح المنزل حيث تقيم هي وأبناؤها السبع… ..المنزل عبارة عن غرفة بئيسة تزينها عبارات تدعو للتأمل : عبارا ت "أمي وابي" ( تتوسط قلبا) الله أكبر الله رسم طفولي للطفلة وداد تحاول تجسيد صورتها على الجدار المتهالك… تحكي الأم وهي تحاول لملمة دموعها حيث ترقب أطفالها بعين الحسرة والألم / أنها تعاني ظروفا قاسية بعد ما تركها زوجها ….الفقر والمرض لا يرحمان يلازمان تفاصيل حياتها…. – كيف تعيلين أطفالك فاطمة ؟ – "" تنخرج مع وليداتي ف الليل تنقلب على الكرطون والقراعي والحديد ف السطولة د الزبل مين تنجمع هاد الشي هذا ، تنبيعو باش نوكل وليداتي """ هكذا أجابت. وسألناها مرة أخرى : – هل يسد دخلك البسيط كل احتياجاتك واحتياجات الأبناء ؟ – "" أخوتي تنخرج نسعى ، كاين لتيعطيني وكاين لمتيعطينيش ، ولي دبرتو تنرجع عند اولادي"" – كيف هي صحة أبنائك؟ أجابتنا فاطمة وهي تغالب دموعها : ولداي…حمزة إنه يعاني من مرض مزمن ، سرطان في الرأس، ورحلته مع العلاج لاتنتهي ،،،،ثم تكلمت عن محمد الذي يعاني من مرض السكري وانعكاساته السلبية على عينه اليسرى.. تنهدت فاطمة وقالت حتى أنا اعاني من سرطان في الرحم !!!! تفاجأنا جميعا ، كيف لمريض بمرض خطير يضحي ويكابد في ألم وصمت من أجل رعاية أبنائه؟؟؟؟ فاطمة ، خاطبتنا ونحن نهم بمغادرة منزلها : رجاء أوصلوا معاناتي ومعاناة أطفالي ، ورحلتنا مع الفقر والبؤس والمرض والتهميش….. – أرجوكم لاتنسوا إبلاغ رسالتي: من الممكن أن أرحل…. أن أغادر…. فمن يتكفل بأبنائي الأبرياء البسطاء؟؟؟؟من ؟ هكذا ختمت فاطمة الكتامي حديثها معنا …وهي تلح أن تصل معاناتها للمسؤولين وكل الطيبين والمحسنين . للاتصال بفاطمة: 0606917362