تلقت جمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير، بحزن كبير وأسى عميق، نبأ وفاة أحد أعضاء مكتبها المرموقين، وأحد أبناء هذه المدينة البررة، الذي جعل غاية غاياتة خدمة هذه المدينة. الأستاذ الباحث ومؤرخ المدينة المرحوم الشريف سيدي محمد بنخليفة. والمرحوم، من مواليد سنة 1937 بالقصر الكبير، من أسرة خليفية قصرية، درس المرحلة الابتدائية بها، وتابع دراسته الثانوية بالقاهرة، والتحق بالعراق سنة 1958 لاستكمال دراسته العليا، حيث حصل على الإجازة في التاريخ من كلية الآداب جامعة بغداد ستة 1963. عمل المرحوم بالتعليم الثانوي من ستة 1963 إلى أن أحيل على المعاش سنة 1997. وهو أستاذ ومربي لأجيال مختلفة، يشهد له الجميع بكفاءته العلمية وإخلاصه في عمله، وبأخلاقه الحسنة العالية. وكان المرحوم ذا طرفة ومرح وتداعيات يصعب على الغير استحضارها، بقي المرحوم على ذلك إلى أن وافاه الأجل المحتوم يوم الاثنين 7 غشت 2017. وبعد الصلاة عليه في مسجد السدراوي بحي الأندلس، دفن بوسط مقبرة مولاي علي بن خلف بن أبي غالب بين المعروف وغير المعروف من الموتى رحمة الله على الجميع. وهو عضو مؤسس لجمعية البحث التاريخي والاجتإعي، وعضو مكتبها الإداري الحالي، وأحد رموزها والتي أصبحت بفضله وبفضل إخوته في الجمعية رمزا لهدة المدينة بعطاءاتها المتعددة، التي أغناها المرحوم بأفكاره وأعماله وعطاءاته التاريخية. كان المرحوم مرجعا لا ينضب معينه في تاريخ وتراث الأسر القصرية والأسر المجاورة للمدينة. وقد تميز رحمه الله بذاكرة قوية بقيت متقدة إلى أواخر حياته. ترك المرحوم ثروة علمية وتاريخية نشرتها له جمعية البحث التاريخي والاجتماعي، أغلبها حول هذه المدينة ذات التاريخ التليد، والإبداع المتميز والمتواصل، ومنها: 1 – القصرالكبير أعلام أدبية علمية تاريخية سنة 1994 . 2 – الشتيت والنثير في أخبار القصر الكبير سنة 1998 . 3 – المغرب ومقدمة ابن خلدون أوذيل على المقدمة سنة 2008. 4 – المستصفى من أخبار القبائل العربية بالمغرب الأقصى سنة 2012 5 – المجتمع القصري في المنتصف الأول للقرن العشرين سنة 2015. 6 – له أبحث أخرى منها ما نشر ومنها ما لم ينشر. أيها العزيز الحاضر الغائب علينا جميعا، رحيلك عنا يعتبر خسارة لأسرتك الصغيرة، وللجمعية، ولمدينة القصر الكبير. ولتاريخها، لقد تركت فراغا قد لا يملؤه أحد، وعزاؤنا أنك ستبقى دليلا لنا بذكرياتك الجميلة، وإنتاجك التاريخي والاجتماعي العميق. النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت أنَّ السَلامَةَ فيها تَركُ ما فيها لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها نعم ما بنيت لنفسك، نعم ما تركت للناس جميعا ولهذه المدينة خصوصا، المدينة التي كنت تحبها وتحب أبناءها بدون حدود. ولدت فيها، ودرس فيها، وعشت فيها، وأرخت لها، ومت فيها، ما أجمله من وفاء لهذه المدينة الولودة لرجال العلم والمبدعين عبر العصور. فهل ستلدين لنا يامدينهنا مثل هؤلاء الرجال الذين لا يعوضون؟. وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم كافة أعضاء الجمعية لكافة أفراد أسرته الفاضلة بأحر التعازي والمواساة، طالبين من الله عز وجل للفقيد المغفرة والرضوان، ولأسرته الكريمة الصبر والسلوان. غفر الله لنا ولكم وله وعزاؤنا لأسرته الفاضلة، ولكل محبيه، ومحبي هذه المدينة، ولكل الباحثين. " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ " صدق الله العظيم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. *رئيس جمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير