ما دونه الزميل محمد القاسمي بخصوص الشجرة وعضو المجلس البلدي جعلني أتساءل ما مشكلة بعض أعداء البيئة مع أشجار مدينة القصر الكبير؟ ألا يعرفون أن المدينة تفتقر إلى المناطق الخضراء التي أتى الإسمنت على الكثير منها؟ ألم يكف هؤلاء الصورة التي تبدو عليها المدينة التي أصبحت عبارة عن غابة إسمنتية بعد أن أتى الآجور على كل ما كانت تملك من مساحات فارغة، والتي تكالبت عليها أيادي من لا يفكرون إلا في ذواتهم، أما هم المدينة فلا يعنيهم. ألا يعلم هؤلاء أن الساكنة في أمس الحاجة إلى كل شجرة أو نبتتة أو زهرة؟ واحسرتاه على بيئة مدينتي.. هذا صاحب مطعم يقلع أشجارا للتوسع في الفضاء الخارجي بوضع مظلة فوق أبواب مطعمه. وتلك حدائق أقبرت لتتحول إلى فضاءات يستغلها أرباب المقاهي. أما نخلات سيدي يعقوب فاقتلعت ولم تعوض، وذاك صاحب مقهى يجهز على أشجار لاستغلال الرصيف بوضع الكراسي ويناء مظلة، وهذا يغتال شجرة لتثبيت لاقط هوائي ، وآخر مسؤول جماعي يأبى إلا أن يدخل الرصيف بشجرته إلى بنايته رغم أنه وعد يترك المسكينة خارج البناء كما جاء في تدوينة القاسمي. هذه الاعتداءات المتكررة والهجومات االتي تحدث بين الفينة والأخرى على ما تبقى من لون أخضر يكسو المدينة ، جعلت بعض الشكوك تنتابني، فتساءلت هل فعلا لدينا مجتمع مدني محلي يهتم بالجانب البيئي بهذه المدينة المحتاجة لكل ورقة أو شبر أخضر ؟ يأتيني الجواب مباشرة نعم بالمدينة جمعيات عقدت الكثير من اللقاءات وحضرت عددا من الملتقيات والمؤتمرات بل وشكلت شبكة محلية للدفاع عن مختلف النباتات . لماذا لا أكاد أسمع لها صوتا ولا أرى لها أثرا أم أنها أسست لمجرد الاحنفالات والسفريات وتلقي الهبات، أم أنني أصبت بالصمم والعمى مما حال دون معرفتي بما قامت به من أجل استرجاع الشجرة من العضو، ومنع أصحاب الاقط الهوائي من اقتلاع الشجرة . لكن من حقي أن أحلم بأن مدنتي كباقي المدن تتوفر على فعاليات مناصرة للبيئة لا محالة ستتحرك للوقوف في وجه التصحر الذي بات يغزو المدينة.