الرياضة في المحمدية لا نقول تحتضر، بل نقول ماتت و«شبعات موت»، وهل هو موت نهائي أو موت كلينيكي ...؟ سؤال كبير وعريض لم يعد الجواب عليه يوحي حتى بالإنقاذ أو الإسعاف أو دخول المستعجلات. فهل هناك دواء معجزة يمكن أن يسهم في إبقاء الأمل وزرع روح جديدة بآليات ووسائل بشرية جديدة...؟؟؟ ولعل المطلوب هو العمل على خلق آليات جديدة وقوية «ماركة»عالية الجودة تستطيع وضع نطفة نقية من أجل ميلاد الرياضة من جديد، وبشكل مختلف عما عليه الوضع الآن في هذه المدينة المنكوبة في كل شيء، والتي كانت تسمى في يوم من الأيام وفي غابر الزمان «مدينة الزهور والرياضات الجميلة «. الرياضة في المحمدية سيطروا عليها بمخالب وسخة وشرسة .. لا تعرف الرحمة، سيطروا عليها وعلى مواردها واستغلوها ونهبوا ماليتها وخلقوا فيها أمراضا مزمنة واغتالوا أحلامها، ثم قتلوها بدون حشمة ولا خجل، ذهبوا في مقدمة المشيعين يتباكون عليها بدموع التماسيح قبل أن يشيعوها إلى مثواها الأخير. فأين اختفت الرياضات الجماعية: كرة القدم، كرة اليد، الكرة الطائرة، كرة السلة، وأيضا الرياضات الفردية، الملاكمة، رياضات الفنون الحربية، كرة المضرب التي لم نعد نسمع عنها شيئا إلا أصحاب البطون المنتفخة الذين يمارسونها»باش يطيح الكرش» وأين الرياضات المكانيكية والبحرية والدراجات الهوائية الخ... حتى الفرق الشعبية لكرة القدم للأحياء تقلص نشاطها، لأنها لم تعد تجد الملاعب والفضاءات الفارغة لممارسة أنشطتها المعتادة في رمضان وفي غيره، لوبيات العقار سيطرت على كل الفضاءات والبقع الأرضية الفارغة، واقتلعوا الأشجار والنخيل وشيدوا العمارات بدون فضاءات خضراء ولا ملاعب القرب ولا حدائق للعب الأطفال، كما كان قد نادى به الحسن الثاني رحمه الله في إحدى خطبه عندما قال :»تشيد البنايات السكنية مفروض وضروري أن تتوفر على مناطق خضراء وحدائق اللعب للأطفال وملاعب الرياضة ومساجد وغير ذلك من المرافق الضرورية لحياة الساكنة ..»ولكن أين نحن من كل ذلك. لقد أقبروا هذا الحلم من أجل السيطرة والجشع وتكديس الأموال في البنوك . في المحمدية من يتجول بين الأحياء والمناطق سيلاحظ نمو العمارات كالفطر.. بعضها يتوفر على شقق ضيقة (البراكة احسن منها) فكيف تريدون أن يفكر من له العقلية الاحتكارية ويسيطر على تفكيره الجشع وجواز مروره التواطؤات والزبونية واقتصاد الريع، كيف تريدون لهذه النوعية من البشر أن يفكر في الثقافة والرياضة ومصلحة المواطنين وساكنة المحمدية...؟؟؟ فعلا من يكون ضحية مثل هذه الأوضاع الفاسدة هو الشعب، هو المواطن البسيط ، هو الساكنة .زد على ذلك أن الذين يجب أن يخططوا ويهتموا بالمجال هم اليوم الذين أصبحوا خصما وحكما في نفس الوقت، يشيدون البنايات والعمارات ويرقصون لأنفسهم ويشوهون خصوصيات المحمدية ومنظرها الجميل الذي كاااان. العبث يسير بكل قوة في المدينة والوضع مضبب حول تدبير المدينة وشؤونها ، والمواطنون يتفرجون وجمعيات المجتمع المدني والأحزاب في سكوت مريب كأن الطير نزل على رؤوسهم إلا من رحم ربك يتحرك ويندد ويحتج.. ولكن بدون جدوى ...فكيف تريدون للرياضة أن تنتعش وتنمو وتتطور في مثل هذه المستنقعات الملوثة التي تسلطت وتسرطنت في البيئة الرياضية بالمحمدية والثقافية والسياسية، حتى البطاقة القوية التي كانت المحمدية تتوفر عليها وانتشرت ونشرت تعريفا قويا ، وأعني بذلك فريق شباب المحمدية أيام القوة والعز، فمن من المغاربة والأفارقة والعرب لا يعرف شباب المحمدية بلاعبيه المرعبين الفنانين، فرس الكرة الذهبية، عسيلة، حدادي، وغيرهم كثير، حتى هذه البطاقة الجميلة مزقوها ومسخوها ومعها صونها اتحاد المحمدية، وبعد مغادرة قسم الأضواء بفعل فاعل، هاهي الشباب مهدد بالاختفاء التام من خريطة كرة القدم، في المدد الأخيرة يحصد فريق شباب المحمدية وفريق اتحاد المحمدية نتائج كارثية جعلتهما يقبعان في مؤخرة الترتيب، مما يهددهما بالسقوط مرة أخرى إلى الأقسام الموالية، وبذلك تنتهي وتقبر كرة القدم نهائيا من المحمدية بعد الرياضات الأخرى. جمهور الشباب غاضب جداً على ما يجري ويدور داخل الفريق وسيطرة كمشة من المأمورين عليه، وعلى النتائج الكارثية التي يحددها وبحصص بلغت في بعض الأحيان 5/1، مما أجج غضب الجمهور الذي وزع منشورات ونظم وقفات احتجاجية يندد بما يجري داخل الفريق ودواليب الرياضة في المدينة، وخاصة بيع أجود اللاعبين والتخلي عنهم رغم جودتهم وبطريقة حسي مسي دون أن يعرف الجمهور والرأي العام المبالغ المالية التي تم بها التفويت.. وقد أطلق الجمهور صرخة استغاثة بالمسؤولين في المدينة للتدخل الفوري (لان الأمور أصبحت استثنائية ) وتصحيح المسارات ومحاسبة المفسدين، ولكن الى حدود الساعة الفريقان الشباب والاتحاد يغرقان ولا ردة فعل، ولا من يستمع لصرخات الجمهور والمهتمين، ولا من يحرك ساكنا. نفس الأمر ينطبق على الاتحاد أيضا الذي يعيش معزولا منذ سنوات وبسيطرة تامة من أشخاص معروفين أثثوا الفريق «وتتراوه»دون نتيجة تذكر. فهل من تغيير عاجل لهذا الوضع الشاذ الذي يلازم الرياضة في المحمدية منذ سنوات...؟؟؟؟؟؟؟