ها أنا أكتب قَدَري على أجنحة السحاب أبوحُ بمرارة الغياب لا أَمْلك مدفأة أحرق فيها أوراقي القديمة وليس لي كرسي هزاز أستلقي فيه وأنام مثل بطل وسيم لفلم هوليودي أنتِ وحدكِ لي ولسْتِ لي يا مَنْ أسَرَتِْني في شرنقة ممالك الضوء والضباب سَكنْتِ روحي إلى حد الأعماق وسكنْتُِ العِشق فيك إلى حدِّ الجنون تُهتُ حتى صرت ُلا أعرف مَنْ يسكن مَنْ؟ مِنْ زمن أنا بلا سكنْ فقدتُكِ في صخب الطرقات وضِعْتُ في متاهة السفر شرَّدني التِّرحال وَضَعْتُكِ حتى لا أنسى قمرا على نافذتي كحَّلت اللَّيل وهديتُه لكِ مُرَصَّعاً بزهْرِ الأقحوان كُنتِ أمامي ذلك المساء الخريفي جلستُ أتملى موج عينيْكِ الزرقاوين على المقعد المتروك على قارعة الطريق للعابرين المتعبين وأنادمكِ كؤوس غُربَتِي قبل أن تقفزي إلى الأوتوبيس أخذتِ صورة للذكرى بهاتفك الذكي تحت أعين امرأتين عجوزين تترثران وسألتِني: "من أين أتيتَ ،أصدفة التقينا؟ قلتُ: لا أدري، ولكن كنا معا ذات شتاء مثل حبَّاتِ مطر انفلتَتْ من سحابة عابرة حين وجدنا ظِلَّيْنا متعانِقَيْن على رصيف محطة القطار" هناك على المقعد البارد كنت أتحدث وحدي فيما يد تُلَوِّح لي من بعيد