قدم المفكر السوري خالص جلبي مساء الأحد 5 مارس 2017 قراءة في كتابة الأخير:" السلم في الإسلام: دورة العنف واللاعنف ، تعميم لقاحات السلام في زمن أوبئة العنف "، هذا الكتاب الذي يراه مؤلفه بمثابة تكرار لدعوة الأنبياء إلى السلام بين الأنام، وتعبيد لطريق الحوار والتفاهم بين الثقافات، خاصة في أجواء العنف والجنون العالمي التي يعيشها العالم في وقتنا الحاضر.. و اعتبر هذا المنتوج الفكري بمثابة لقاح للشباب ضد هذه الظاهرة الخطيرة التي باتت تسري في جسم الأمة، ظاهرة التطرف والإرهاب، وتمنى لو طبع هذا الكتاب ووزع على أكبر عدد من الناس لتحصين المجتمع وأبنائه من العنف وتوعيتهم بسماحة الإسلام وسلمه، ودعا المغاربة إلى ضرورة الاستفادة المجانية من دروس العراقوسوريا واليمن وما تشهده بقع التوتر بالعالم. كما تحدث الطبيب الجراح جلبي عن معادلة الفرد والمجتمع وما يمثله المجتمع بالنسبة للفرد، وعن ولادة الدولة والوظيفة المنوطة بها، حيث أوضح أنه رغم قيام الدولة على القوة واحتكارها للعنف، يبقى الجانب الإيجابي والمشرق في هذا الاحتكار أنه يأتي مقابل توفير الأمن الذي لولاه ما نشأت الحضارة. وأضاف الدكتور خالص الذي استضافه الفرع المحلي بالعرائش لحركة التوحيد والإصلاح بأن الحريات بكل أنواعها سياسية كانت أو مدنية، أو اقتصادية، أو ثقافية، أو اجتماعية هي وليدة الأمن الاجتماعي الذي توفره الدولة، هذا الأمن يتولد بدوره من العدل ، وهكذا فالعدل هو محرك الوجود، وباعث الحضارات، ودم الدول وروح التاريخ، ومحيي النفوس. واستنكر الضيف السوري موجات العنف والاقتتال الذي تشهده عدد من مناطق العالم كبلده سورياوالعراق واليمن وبورما وغيرها، و أدان ما تقوم به داعش وكل من يلبسون الحق بالباطل من جرائم في حق الإنسانية ، وما يخوضونه من معارك خاسرة تسيء للإسلام والمسلمين، بدعوى أنهم يريدون إقامة الدولة الإسلامية، علما أن دعوة الأنبياء و المصلحين تنبني على الحب والسلم، ونبد الكراهية والحقد، وبالدعوة إلى الله بالتي هي أحسن. وأوضح المتحدث أن هناك طريقان يسلكهما طالبو التغيير : إما طريق الحوار والتعاون أو طريق العنف والتقتيل، لكن طريق التغيير الناجح هو عدم استعمال العنف، لأن الانسان يتغير بالاقتناع عن طريق النقاش والحوار. ولم يفته أن يشير بأن الحركة الإسلامية المغربية قد استفادت من كتابه الذي ألفه في بداية التسعينيات تحت عنوان النقد الذاتي للحركة الإسلامية، حيث ساهم في تغيير وجهة بنكيران وإخوانه من التغيير عن طريق الثورة إلى التغيير السلمي من خلال تبني العمل السياسي و الخيار الديمقراطية . وعبر ضيف المدينة جلبي عن إعجابه بالعرائش و بالمغرب، هذا البلد الذي اختاره مكان استقراره – بعد أن جال وطاف بعدد من الدول العربية والغربية- وقال: أن الله في عليائه نظر في الجنان فاقتطع أفضلها، وأنزلها من فوق سبعة أرقمة إلى الأرض وسماها المغرب، وأجمل ما في الجنة المغربية أهلها الرائعين ، لا غل بينهم ولا حقد، وشعب المغرب شعب ودود ولطيف المعشر، كريم إلى درجة لا تصدق، محب للعلم ومقدر العلماء، نهم في القراءة والاطلاع ، تمنحه رياح أوروبية من الانفتاح الذهني والنشاط الاقتصادي وامتصاص كل الثقافات على امتداد 3700 كلم من سواحل تمتد على البحر الأبيض والمحيط الأطلسي ، معتدل التدين.. وفي آخر هذا اللقاء الناجح الذي أداره مسؤول حركة التوحيد والإصلاح بالعرائش أنوار الحمدوني، والمنظم بالمركز المتعدد التخصصلت وقع الكاتب السوري جلبي نسخا من مؤلفه الجديد لعدد من الحضور .