البناء الايقاعي للقصيدة الشعرية الحداثية يتأتى بشتى الوسائل،خارج الأوزان والبحور والتفعيلات التقليدية العمودية، ومن هذا المنطلق يلجأ الشعر الإيقاعي الحديث إلى إفراز مجموعة من الأنساق الموسيقية الجديدة،متجاوزًا الأشكال الإيقاعية النمطية الجاهزة، فاسحا المجال أمام الشاعر الحداثي ليمارس حرية الإبداع،على مستوى الشكل والمضمون وتشكيل إيقاعات ذاتية داخل مساحة واسعة،تتخطى قيود التحديد والتقنين والمادة التعبيرية والمعرفية المألوفة إلى الاستعمال الرمزي الجمالي للغة،ومختلف أنواع التناص والتأليف الدلالي والفضائي. وهذا النوع من التشكيل الإيقاعي وإن كان يتيح للمبدع حرية التصرف،فإنه يلزمه بمراعاة عدة مقومات إبداعية ضرورية ،تتمثل أساسًا في امتلاك ناصية الحس اللغوي الجميل،وتذوق التوازن الموسيقي وعناصر التناغم والتنافر الايقاعي،وفي توافر الكفاية التوظيفية على جميع أصعدة النص الشعري،الإيقاعية والبنائية والسياقية والدلالية،وخلق الانسجام بينها من أجل رؤيا شعرية متماسكة،وتواصل شعري يثير اهتمام المتلقي ويشبع حاجته الفنية والثقافية.