المثقف المغربي مثل الزفت، قبل أيام كان أكاديمي يحتج على إقصائه مع آخرين من برنامج المعرض الدولي، واليوم ينشر برنامجا فيه اسمه بعدما أسكته المسؤولون بالوزارة، والان هناك كاتبة تحتج هي الأخرى على عدم إدراجها في برنامج المعرض، مع العلم أن الطائرة حطتها للتو من معرضين خارج المغرب كانت مشاركة فيهما عن طريق وزارة الثقافة. أظن أن بعد سي أحمد بوزفور الذي رفض جائزة المغرب للكتاب، على أساس أن كتابه الفائز لم تسوق منه سوى نسخات، ومعه عبد الفتاح كليطو وبعض الأسماء الثقيلة بأعمالها لا بجوقتها، التي تكتب وتحترق بالكتابة على أساس الكتابة لوحدها، فالكتابة أصبحت موضة وأسفار وجوائز ومنح و صور لتوقيعات واهمة لا غير… وبالمناسبة، حكى لي قبل أيام ناشران مغربيان معروفان، أن مجمل الكتب الإبداعية – وليس العلمية والفكرية- لا تتجاوز مبيعاتها أربعين نسخة من بين ألف، وهناك دواوين لم يبع منها أكثر من نسختين (2) في كل ربوع المغرب. أما بؤس برامج وزارة الثقافة فقد صارت محتكرة من قبل ثلة من الوجوه المكرورة، والتي لم يعد من المفاجئ مطالعتها في بيانات الوزارة كلما تعلق الأمر بحضور معارض أو الاستفادة من سفريات أو إقامة أو دعم نشر الكتب..