وبين من لا يغريه المعرض أصلا، إما لأنه لا يقدم جديدا يذكر، وإما لأنه لا يعبر عن سياسة واضحة في صناعة الكتاب ونشره وترويجه. في تعليقه عن انتظاراته من المعرض، قال الشاعر محمد بودويك إنه يتوقع أن يتجاوز المعرض نفسه، وأن تتخطى الدورة العشرون ما كان سابقا، موضحا أنه يتوق إلى أن يكون التنظيم محكما، وأن يتخلى المعرض عن فكرة السوق وما ينتج عنها من لخبطة وعشوائية داخل الأروقة. كما اعتبر أن المعرض مطالب بأن يرتقي بالقراءات والندوات إلى مستوى كفيل بأن يجعل الجمهور والإعلام يلتقط جديد موضوعاتها وإضافاتها، حيث أشار إلى تزامن العديد من العروض والمداخلات في وقت واحد، مما يفوت على المتلقي العديد من الأنشطة، مشيرا إلى أن «هذه الآفة» لازالت حاضرة. من جهة أخرى، طالب بودويك بضرورة إخراج المداخلات والقراءات في كراسات ودفاتر وكتب، حتى لا يفقد المعرض ذاكرته، وحتى لا تضيع جهود المثقفين المتدخلين في كل دورة. وتمنى أن يكون الاحتفاء بضيف الشرف، وهو دول غرب إفريقيا، لحظة وحدثا أدبيا وفكريا حقيقيين. إذ اعتبر في هذا السياق أن المتلقي المغربي في حاجة إلى اكتشاف جذوره الإفريقية، وإلى الاطلاع على الأدب والفكر الإفريقيين، مشيرا إلى أن هذا الاحتفاء «حسنة» تحسب لوزارة الثقافة. ويتطلع القاص أحمد بوزفور إلى حل مشكلة الناشرين السوريين، الذين لم يمنحوا تأشيرة دخول التراب المغربي قصد المشاركة في أشغال المعرض، حيث اعتبر أنهم تمكنوا من إصدار العشرات من الكتب المغربية خلال السنة الجارية، متمنيا أن تتاح له فرصة اللقاء بهم وبمنشوراتهم في هذا المعرض. كما ينتظر صاحب «نافذة على الداخل» أن تستطيع الوزارة إلغاء رسم الدخول، حيث أشار إلى أن المعرض في حاجة إلى المعرض، معبرا عن اعتقاده أن إلغاء هذا الرسم من شأنه أن يساعد على رفع مبيعات الكتب. وفي السياق ذاته، طالب بوزفور الوزارة أن تساهم في تخفيض أسعار الكتب، سواء من خلال خفض الرسوم الجمركية أو خفض كراء الأروقة، متمنيا أن تعود الأسعار التي كانت معتمدة من قبل عندما كان سعر الكتاب داخل المعرض أقل من خارجه. كما يتطلع إلى أن يشارك الكتبيون المغاربة في المعرض، وأن تفكر الوزارة في نشر أعمال المداخلات والقراءات، ولو في مجلات الوزارة، مشيرا إلى ضرورة تحيين هذه المنابر لتكون قادرة على تغطية المعرض. أما على المستوى الشخصي، يتطلع بوزفور إلى اقتناء كتب صدرت خارج المغرب، ولقاء «وجوه عزيزة» من الكتاب والكاتبات. أما محمد المصباحي، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، فقد تحدث عن طموح أكبر يتجاوز المعرض في حد ذاته. فانتظارات صاحب «العقل والمدينة»، الذي سيطرح للبيع خلال المعرض، هي انتظارات تتجاوز طريقة التنظيم والبيع والأنشطة الموازية، حيث قال إن المغرب مطالب اليوم بالتفكير في مشروع أكبر شبيه بمشروع «ألف كتاب»، أو مشروع سوزان مبارك الذي كان يعمل على إعادة طبع أمهات الكتب وبيعها بسعر رمزي جدا. إذ دعا المصباحي إلى أن يكون هذا المشروع تحت رعاية شخصية من شخصيات الدولة، حيث تحتضن مشروع ترويج الكتاب العقلاني والتنويري والحداثي، فضلا عن رعايتها مشروع القراءة وتعليمها.