نظم الفرع المحلي لحزب الاشتراكي الموحد بالقصر الكبير ندوة سياسية حول موضوع "أي مستقبل للديمقراطية بالمغرب بعد ستة سنوات على مرور حركة 20 فبراير أطرها كل من الأستاذ مصطفى البراهمة و الأستاذة نبيلة منيب وذلك يوم السبت 11 فبراير 2017 بقاعة دار الثقافة بالقصر الكبير. أطر الجلسة الأستاذ أسامة بن مسعود حيث أعطى الكلمة أولا للأستاذ البراهمة الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي الذي أكد في مجمل مداخلته على ضرورة تكوين جبهة لكل الرافضين للنظام القائم بما فيهم العلاقة مع الأصوليين (غير التكفيريين و غير المتواطئين مع النظام) مقدما نموذجا للتجربة التونسية عكس باقي التجارب في الدول التي شهد سقوط الأنظمة كمصر و ليبيا. البراهمة اعتبر في نفس الوقت أن حركة 20 فبراير أعطت ما يمكن اعطاؤه للشعب المغربي إلا أن الشروط التي أنتجت حراك 20 فبراير لازالت قائمة وهو ما تجسد فعليا بعد طحن شهيد الريف السماك "فكري" حيث أن الحراك الاحتجاجي والنضالي بالريف تجدد و لا زال مستمرا إلى الآن. انتقل البراهمة إلى الوضع الذي تعيشه الحكومة المغربية معتبرا أن ترهلا سياسيا كبيرا يعيشه المشهد السياسي بالبلاد يعتبر المخزن هو المتحكم الوحيد فيه وهو ما يؤكد رجاحة موقف النهج الديمقراطي في مقاطعة الانتخابات البرلمانية السابقة مؤكدا في الأخير أن غياب القيادة السياسية للصيرورة النضالية و التي تتمثل في المساهمة في بناء حزب الطبقة العاملة أو جبهة ميدانية تجمع كل المناهضين للمخزن و سياسته بالرغم من الاختلاف الإيديولوجي. الأستاذة منيب أكدت في مداخلتها أن المغاربة طيلة ستين سنة لم يعانوا فقط من قمع المخزن ز إنما من تدخل القوى الخارجية التي تعمل على مبدأ تفكيك المنطقة وفق مفهوم الفوضى الخلاقة حتى تتمكن من تمرير مخططاتها الامبريالية و السيطرة على خيرات المنطقة دعت منيب كذلك إلى ضرورة خلق ديمقراطية حقيقية عوض ديمقراطية الواجهة المعتمدة حاليا معتبرة أن المدخل الحقيقي للديمقراطية الحقيقية هي النضال من أجل ملكية برلمانية تعطى فيها صلاحيات للحكومة من أجل محاسبتها مع تحديد صلاحيات واضحة للملك عبر دستور ديمقراطي حيث أن المغرب أضاع فرص حقيقية لبناء الديمقراطية منذ الاستقلال وحكومة عبد الله إبراهيم إلى حراك 20 فبراير داعية في نفس الوقت إلى ثورة وطنية ثقافية عبر نشر الفكر التنويري ،حيث أن المخزن عمد على تجفيف منابع الفكر التنويري الذي يتغذى من اليسار مما ساهم في بروز الحركات الأصولية التي استغلت الدين و أدلجته من أجل الوصول إلى السلطة و التغلغل في الأوساط الشعبية حيث تمكنت مؤخرا حتى من هزم المخزن في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بالرغم من أن هذا الأخير وظف كل آلياته لدعم الأحزاب التي صنعها. منيب دعت كذلك إلى ضرورة النضال من أجل التعليم و الصحة و الحق في السكن و الشغل و فك العزلة على المغرب العميق، كما لم تفوت الأمينة العامة حزب الاشتراكي الموحد الفرصة لتوضيح زيارتها للسويد للدفاع عن الوحدة المغربية موضحة عدة لقاءات جمعتها مع اليسار السويدي كما تطرقت إلى عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي مثمنة هذه العودة التي ستخدم المغرب للدفاع عن وحدته الترابية. و في الختام تم القاء كلمة باسم الفرع المحلي لحزب الاشتراكي الموحد ألقها الأستاذ رشيد يحيى تم فتح باب النقاش للقوى اليسارية الحاضرة في القاعة لتدلوا بدلوها في هذا النقاش.