الشَّمْسُ أطلَّتْ حزينةً هذا الصباح فالربُّ تخَلَّى عَنْ بيتِهِ في الأَرْض والزمن يحتضر في بُطْء مَنْسِِياًّ في غرفة ضيقة ينتظر حضورَ الراهب لِيشْهَقَ شهقته الأخيرة هُو الرَّحيل دقَّتْ أجراسُه اليَوم 365 قطعةَ ثلْجٍ ذابت في فنجان سَنَةٍ باردةٍ من التَّيْه واللاَّيقين تَشظَّى صقِيعُ الأيام ولم تبقَ إلا برودة الموت وماءٌ مُرُّ المَذَاق بِلَوْن دَم الحَمام المَسْفوحِ في مدن اليأس والخطايا والحصار ارتَدَيْتُ ثِياب الحداد قَبْل أن تتحرَّك عربةُ الموتى بلا جُثْمان أو مُشَيِّعين وقَفْتُ أمام المرآة أتَمَلَّى زَيّ العام الجديد لَمْ أَرَ غَيْرَ الفراغ ، وأدركْتُ أنني أَكَلْتُ نفسي وأنَّني ذاك الزَّمنُ المَنْسِي المُسجى في عربة الموتى