في صغرنا، علمونا أن نخاف الله، أكثر من أن نحبه،أمي كانت تقول لي، ان الله،، يتوعد الكاذبين،،،،، بتحويلهم إلى قردة،،،،، وخنازير،،،، لكن صديقي سفيان،،،،، لم يتحول أبدا إلى قرد، ، في كل مرة كان يدَّعي فيها كذبا موت أحدٍ من أسرته، كي يبرر للمعلم، سبب عدم إنجاز واجباته الدراسية،،،، ذات مرة إتهمني المعلم ظلما، وإفتراءا، بسرقة قلم، رفيق، لي، وقام بتعنيفي بشدة،،،، لما أتيت المنزل،،، اخبرت والداتي بالواقعة،،،، قلت لها رغم أني أخاف الله و أرافق والدي للمسجد،،، ولا أدخله بقدمين متسختين،،، ورغم أني لا أنطق بالألفاظ النابية،،، لكن الله لا يحبني،،، لو كان يحبني،،، لأقتص لي من المعلم وجعله مسخرة أمام الثلاميذ،،،، قالت لي سيفعل ولا تعجل جزاء الظالمين،،، ولا تتدخل في شؤون الله،، سينبت لك ذيل وراءك،، أجبتها بعصبية ليته نبت وليتني صرت خنريرا كنت سأفترس المعلم،،،، رغم ذلك في الصباح تحسست مؤخرتي خفت أن تتحقق نبوءة أمي. ذات ليلة رأيتها تبكي،،،توفي إبن جارتنا كان يكبرني بقليل،، كانت تبكي بحرقة كبيرة ترتفع شهقاتها كثيرا وكأن قلبها سيتوقف،،،، سألتها ببراءة طفولية،،، لماذا الله لا يستشيرنا قبل أن يأخذ أحدا عزيزا عنده،،،،، هل يحبني أكثر منك يا أمي،،، صرت أخاف الله يا أمي،،، ضمتني إليها بقوة،، وتمتمت بكلمات لم أفهم معناها،،،، تلك الليلة تكومت في جسدها وأنا أنظر إلى سقف الغرفة خائفا من أن يخرج منه من يخطفني من حضنها،،،، كنت أوقظها بإستمرار كي تظل منتبهة الي،،،، حدث أن بِلْتُ في الفراش لحظتئذ،،،، في الصباح كتبت رسالة إلى الله وقلت له إن كنا نخافك،،،،، فبادلنا ذلك بالحب ولا تدمي قلوب أمهاتنا،،، نحن نحب جنتك ونخشى نارك،،، لكننا نحب أيضا حياتك،،، وضعت الرسالة بين دفتي المصحف،،،،، في المساء لم أجدها لم أرد أن أسأل أحدا من أسرتي عنها ،،،، خمنت أن الله رفعها كما رفع عيسى عنده،،،، فقط تساءلت كيف فعل ذلك،،،،،، قلت ربما كما كان يتحفنا " باحماد" في أيام عاشوراء بسيرك القصر الكبير ،،،،،، بخدعه السحرية وهو يخفي منديلا في يديه ويخرجه من فمه.