السادة أطر المديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية بالعرائش، هل انتهت الأسماء؟ هل توقف الابداع؟ وعجزت القصر الكبير عن إنجاب الكبار والعظماء الذين يمكن أن تطلق أسماؤهم على مؤسساتنا التربوية؟ حتى تقدموا على تسمية ثانوية افتتحت بالمدينة خلال الدخول المدرسي الحالي باسم "ثانوية السعادة التأهيلية" فما علاقة السعادة بالوضع التعليمي بالمغرب أصلا؟ إذا كان من اسم يلازم منظومتنا التعليمية فهو 'الأزمة'، إنها مؤسسة تربوية وليست جمعية مخملية لتذوق السيجار الكوبي أو صالون تدليك حتى تطلقوا عليه وسم " السعادة"، لقد مارستم عنفا رمزيا على التلاميذ الذين سيرتبط لديهم مفهوم السعادة بواقع تعليمي ومستقبل لا يمت إلى حقلها الدلالي بصلة. ينتابني في بعض الأحيان شك في أنكم أوكلتم مهمة تسمية الثانوية المذكورة للمقاول ضمن دفتر التحملات، فالحرفيون وأرباب المهن تستهويهم كثيرا تسميات من هذا القبيل، فتجد جزارا سمى محله 'مجزرة السلام'!! وحلاق أطلق على محله حلاقة 'الأمل'!! وصاحب مطحنة علق يافطة عليها باسم 'مطحنة الشعب بالغربال'!!! التسميات لا ينبغي أن تطلق جزافا خصوصا في مجال حيوي وحساس كالمجال التربوي، هناك مؤسسات أخرى في المدينة لازالت تحمل في الأوراق الرسمية اسم المجال الترابي الذي توجد به كطريق الرباط وطريق العرائش، أتساءل فقط ماذا لو تم تشييد مؤسسسة تعليمية على الطريق المؤدية إلى قرية 'عين خنزيرة'! أو مدشر'عين كلبة' ! أو بوذة (جماعة القلة)! فهل كان الكسل سيؤدي بنا إلى اعتماد هاته التسميات لمؤسساتنا؟ حمدا للظروف أنكم لم تسموا المؤسسة الجديدة باسم المنطقة التي تقع فيها فقد كانت معروفة تاريخيا باسم 'سهب الكلاب' !! ألم يدر في خلدكم أساتذتنا الكرام، أن أسماء رموز محلية كاسم الفقيد العقيد الهاشمي الطود أو الموسيقار الكبير عبد السلام عامر أو رائد الحداثة في الشعر المغربي محمد الخمار الكنوني أو الزعيم الخضر غيلان وغيرهم كثير ممن عاشوا على تراب هذه المدينة العريقة، تصلح بامتياز كي تتشرف بحملها مؤسساتنا التربوية لتشكل مصدر الهام وتحفيز للناشئة؟ لننتبه سادتي الكرام إن الانسان علامة يسبح في بحر من العلامات، فما أجمل الأسماء التي نكتبها بنبض قلوبنا.